لو قررت هيلاري كلينتون الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2016، فسوف تكون الأكبر سنّاً من بين كل المرشحين المتسابقين لاحتلال البيت الأبيض. ومع ذلك، فإنها لا زالت تحتفظ بحظوتها لدى الناخبين الأميركيين صغار السن. وستبلغ وزيرة الخارجية السابقة عامها التاسع والستين في اليوم الذي ستجرى فيه الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولقد تمكنت من التفوق على خمسة من أشد خصومها «الجمهوريين» تطرفاً والذين يحتمل أن يترشحوا للمنصب في أوساط الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً. وفي بعض الحالات، تفوقت عليهم بنسبة 2 إلى 1. وجاءت هذه النتائج في استطلاع حديث أنجزه موقع «بلومبيرج بوليتيكس». وكان المنافس الأقرب إليها في الاستطلاع «راند بول» السيناتور «الجمهوري »، إلا أنها لاتزال متقدمة عليه بنسبة 3 إلى 2. وينظر الشبان إلى مرشح الرئاسة على أساس أنه يمثل صورة المستقبل. وهذا هو ما وفر لهيلاري حظ التقدم على مرشحيها «الجمهوريين» في أوساط هذه الشريحة المهمة من الناخبين. وعلى سبيل المثال، هم يفضلونها على السيناتور «ميت رومني» بنسبة 56 بالمئة مقابل 36 بالمئة. ويتقدم «رومني» في العمر على هيلاري بسبعة أشهر. وأما بقية المرشحين «جيب بوش» و«كريس كريستي» و«راند بول»، فهم أصغر منها سناً بما يتراوح بين 5 و20 عاماً. وحتى الآن، لم تبرز قضية العمر كعامل مهم للفوز في انتخابات الرئاسة. وقال البروفيسور بيتر ليفين من «جامعة تافت»: «هناك سبب يدعونا للاعتقاد بأن الشبان الأصغر سنّاً يفضلون المرشحين الأصغر سناّ». وخلال السباق الرئاسي الماضي، فاز باراك أوباما بنحو 60 بالمئة من أصوات الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً. وحقق «الجمهوريون» إنجازاً أفضل بقليل من الذي حققه «الديمقراطيون» في انتخابات نوفمبر النصفية لأعضاء الكونجرس. وفي هذه المرحلة المبكرة لدورة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، يبدو الشبان صغار السن أقل قدرة على التدقيق بالفروق القائمة بين المرشحين وأكثر استعداداً لتغيير ولاءاتهم الانتخابية في أية لحظة. وشكل الناخبون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً نحو 19 بالمئة من مجموع عدد الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية السابقة. وفي انتخابات نوفمبر الماضي، انخفضت نسبتهم إلى 13 بالمئة. وتبقى الإشارة إلى أن وقوف هيلاري في صف شريحة الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً مهم جداً بالنسبة لمشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهي تحظى بالقبول والتفضيل من هذه الشريحة بهامش واسع عن منافسيها. وهي أيضاً الفئة التي تؤيدها أكثر من الشريحة التي يزيد أعمار أفرادها عن 30 عاماً. ألبرت هانت محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»