«الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب»، التي أطلقها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مؤخراً، تعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة بالشباب، وتجسد إيمان الدولة بدورهم، باعتبارهم عماد المجتمع وركيزة تطوره. هذه الاستراتيجية التي من المقرر أن يتم تطبيقها بداية من العام المقبل 2015، بالتعاون بين الوزارات والجهات والمؤسسات المعنية، تهدف إلى تمكين الشباب في كل المجالات. وكما قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، فإن هذه الاستراتيجية تجسد فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإيمان سموه، بأن الشباب هم أساس نهضة الدولة، وهم الذين سيشكلون المستقبل بطموحاتهم وقدراتهم وإدراكهم لموقعهم الأساسي في الدولة والعالم. ولا تكمن أهمية هذه الاستراتيجية فقط في كونها تأخذ في الاعتبار كل الجوانب المرتبطة بتنمية قدرات الشباب، من تعليم وتدريب وتوظيف، ورعاية صحية وأنشطة ترفيهية وثقافية، وإنما لأن مختلف هيئات الدولة المعنية بالشباب، ستشارك في تنفيذها على أرض الواقع، والأهم في هذا السياق، أن الشباب المعنيين بهذه الاستراتيجية سيكونون طرفاً فاعلاً في إعدادها وإبداء وجهات نظرهم في محاورها المختلفة، وقد قامت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفعل بدعوة فرق شبابية من كل إمارة للمشاركة في تطوير هذه الاستراتيجية، وتم بالفعل اختيار مائة شاب وشابة، تم توزيعهم على مجموعة من الفرق تغطي جميع مناطق الدولة. إن مستقبل أي وطن يرتكز بالأساس على طاقاته الشابة، وبقدر ما يتم تأهيل هؤلاء الشباب وامتلاكهم المهارات المعرفية والقيادية المختلفة، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على ترجمة أهداف وطنهم، وتنفيذها على أرض الواقع، وهذا ما تدركه دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما تعمل من أجله بهدف تمكين الشباب المواطن، وتوفير كل الظروف التي تتيح لهم الانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع وتطوره، من خلال توفير تعليم عصري متقدم أكثر ارتباطاً باقتصاد المعرفة، ومراكز تدريب وتأهيل متطورة، وفتح المجال للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، للعمل في مجال رعاية الشباب وتنمية مواهبهم ومهاراتهم، فضلاً عن إطلاق المبادرات التي تستهدف تنمية مهاراتهم القيادية، كل ذلك من أجل إعداد جيل من الشباب يتمتع بالوعي والثقافة ويتحلى بالثقة بالنفس، ويكون قادراً على تحمل المسؤولية والقيادة في مختلف مؤسسات الدولة. إن الإيمان بدور الشباب، والتحرك الجيد لإعدادهم على المستويات كافة، هو أفضل استثمار للمستقبل، لأن هؤلاء الشباب -إضافة إلى أنهم يشكلون القاعدة الأساسية لنهضة الإمارات وتطورها في المجالات جميعها- قادرون أيضاً على وضع الدولة في المرتبة التي تستحقها على خريطة الدول المتقدمة، وهذا ما عبرت عنه كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين، التي وجهها إلى الشعب الإماراتي في الثاني من ديسمبر 2014، والتي دعا فيها إلى «مزيد من الجهد لرعاية أبناء الوطن ورجال الغد، وتركيز العمل على بناء القدرات الوطنية المتخصصة، وتمكين الكفاءات المتميزة، وفتح المزيد من قنوات التواصل مع الشباب لفهم تطلعاتهم، وإشراكهم في وضع السياسات وتنفيذها واتخاذ القرارات وتطبيقها بما يعبئ الطاقات ويمكنها من المشاركة الفعالة في النهضة التي يعيشها الوطن». عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية