مبادرة صندوق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لعام 2014، التي أطلقت مؤخراً لتوفير متطلبات الشتاء للأسر السورية اللاجئة في المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك بإشراف سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في عمّان، تأتي في سياق المبادرات الإنسانية النبيلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة «الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة» (أم الإمارات) التي تستهدف تخفيف معاناة اللاجئين السوريين في دول الجوار، وتوفير متطلبات الحياة الضرورية لهم. إن دعم «أم الإمارات» للاجئين السوريين، يعبر عن رؤية سموها العميقة للعمل الإنساني، باعتباره أحد مداخل التضامن والتعاون مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات والكوارث؛ ولذا تحرص دائماً على تبني ورعاية المبادرات والحملات التي تستهدف تقديم المساعدات للكثير من المحتاجين في مناطق الأزمات والكوارث، حتى صارت بحق واحدة من أهم قيادات العمل الإنساني على الصعيد العالمي، واستحقت عن جدارة لقب «أم الإنسانية»، التي تمتد أياديها البيضاء إلى العديد من الدول والمجتمعات. مبادرة صندوق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لعام 2014 ليست الأولى لأم الإمارات التي تستهدف دعم اللاجئين السوريين، ففي مايو من العام الجاري 2014 افتتحت سموها فعاليات حملة «قلوبنا مع أهل الشام» التي نظمها الاتحاد النسائي العام، بالتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر، والمجموعة العربية الدبلوماسية في مقر الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، وأكدت سموها استمرار دعمها لحملة «قلوبنا مع أهل الشام» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العام الماضي لإغاثة اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري، وتبرعت سموها بمبلغ 10 ملايين درهم في هذه الحملة، إسهاماً من سموها في سد النقص الحاد في التجهيزات الإنسانية اللازمة، والحد من تدهور الأوضاع الصعبة للاجئين السوريين ومعاناتهم المعيشية والحياتية، كما حثت سموها المواطنين والشركاء الداعمين من أهل البر والخير والإحسان على المشاركة بشكل واسع في الحملة، والتسابق في تقديم يد العون للاجئين، بما يعكس أصالة الشعب الإماراتي السبّاق دائماً لنجدة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، وتخفيف معاناة المنكوبين، ليس على المستويين الإسلامي والعربي فحسب، بل على مستوى العالم كافة. إن الدور الإنساني الرائد الذي تقوم به «أم الإمارات» لا يخفى على أحد في الداخل والخارج، سواء من خلال رئاستها الفخرية لـ «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتية، ودعمها لأنشطتها المختلفة في الداخل والخارج، أو من خلال مبادراتها النوعية، التي كان لها أكبر الأثر في تقديم يد العون والمساعدة للكثير من المحتاجين في العديد من مناطق الأزمات والكوارث، وفي مقدمتها إطلاق «صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة»، بالتعاون مع «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين»، و«هيئة الهلال الأحمر»، والذي يعنى بأوضاع المرأة، خاصة في أوقات النزاعات والحروب واللاجئين والمشردين، ومبادرة «الأيادي المعطاءة» التي أطلقت عام 2008 لتنفيذ برامج علاجية ووقائية في مختلف التخصصات الطبية للمرضى المعوزين داخل الإمارات وخارجها، و«حملة العطاء لعلاج مليون طفل» التي تستهدف رسم البسمة على وجوه مليون طفل ممن يعانون مختلف الأمراض، وغير القادرين على تدبير نفقات العلاج في مختلف أنحاء العالم، وغيرها الكثير من المبادرات التي جعلت من سموها واحدة من أهم قيادات العمل الإنساني على الصعيد العالمي، وليس أدل على ذلك من حصول سموها على عشرات الجوائز والأوسمة من منظمات أممية ودولية، تقديراً لإسهاماتها البارزة في تطوير العمل الإنساني والخيري على المستوى العالمي. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية