حملت كلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» صباح السبت الماضي، بمناسبة تخريج الدورة الأولى لمجندات الخدمة الوطنية، معاني ودلالات كبيرة وعميقة في تشخيص واقع التحديات الذي اجتازته المرأة الإماراتية بجدارة قلّ نظيرها، والطموحات غير المحدودة التي تعيش من أجلها لخدمة الوطن والمجتمع وأسرتها ونفسها بعزيمة وهمّة سيسجلها التاريخ بمداد من الفخر والإكبار. لقد أكدت «أم الإمارات» في كلمتها في الحفل الذي أقامته القوات المسلحة بهذه المناسبة في مقر مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية في أبوظبي، العديد من الخصال والشمائل التي طبعت شخصية المواطنة الإماراتية، وجعلت منها مشروعاً إنسانياً لا يهاب التحديات مهما كبرت أو عظمت، ولا يقل صلابة في الإرادة وشكيمة العزيمة عن شقيقها الرجل بشيء على الإطلاق في مواجهة مثل هذه التحديات، ولاسيما في أداء الخدمة العسكرية، فالوطن فخور بتتابع أفواج المواطنات الخريجات منذ تأسيس المدرسة العسكرية عام 1990، وهن قد تأهلن وتلقّين أفضل برامج التأهيل والتدريب والقيادة والإدارة ووفق أفضل المعايير العالمية العلمية في هذا المجال، وفي الوقت نفسه تتابع «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة عن كثب مسيرة هذا التأهيل وتشرف بنفسها على دورات تخريجهن، وليس آخرها، تخريج كوكبة من بناتها بشموخ، والسعادة تغمرها وسموها تقطف ثمار جهود سنوات من العمل والجهد المتواصل للارتقاء بمكانة المرأة الإماراتية في جميع مجالات الحياة، لتقف اليوم هذه المرأة المعطاءة الوفية للوطن والملبية لنداء قائد الشعب والدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في التطوع لأداء الخدمة الوطنية واكتساب المهارات المختلفة، بما فيها القتالية وحمل السلاح، استعداداً للدفاع عن الوطن والشعب والمقدسات من أي تهديد محتمل، لا سمح الله. لقد رسمت القيادة التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ بدء مرحلة التأسيس ومسيرة النهضة والتقدم في عهد -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستكمل خطاها فيما بعد، ولا يزال، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في مرحلة التمكين، ليتمكن الشعب بجميع فئاته من تحمل مسؤوليته في البناء والتنمية والتقدم، وفي الوقت نفسه الاستعداد للدفاع عن هذه المكتسبات بجدارة تليق بالمراتب العالمية المتقدمة التي يحصدها الشعب سنوياً بعرق جبينه آناء الليل وأطراف النهار، وهذا ما عبّرت عنه سمو الشيخة فاطمة في كلمتها السبت الماضي حين قالت: «إن هذا التدفق المعطاء مبعث فخرنا واعتزازنا، فَبِكُنَّ تتجسد الصورة المشرقة للمرأة الإماراتية بكل المعاني السامية اقتداراً وتميزاً وإبداعاً، وما حصادكن بعد هذا الجهد المخلص الدؤوب إلا رافد أساسي آخر من روافد العطاء المتجدد في خدمة وطننا الغالي». ومن هنا، فإن تبوؤ المرأة الإماراتية المناصب السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية الرفيعة المستوى، فضلاً عن دخولها ميدان التجارة والأعمال والاستثمار، ونحو ذلك، بات اليوم شاهداً خليجياً وعربياً وعالمياً وإنسانياً على ما وصلت إليه المرأة الإماراتية من تقدم ومساواة متوازنة وتكافؤ في الفرص مع الرجل سواء بسواء، ليسجل التاريخ لدولة الإمارات العربية المتحدة المجد والفخار ولشعبها الأبيّ القدرة على تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز بأقصر الطرق، وبأقل زمن، وبأسرع الخطوات.