تتأسس نهضة الشعوب على الأفعال وليس الأقوال والأمنيات، كما أن الاستقرار السياسي يمثل العامل الأهم والأبرز الذي يوفر مناخات آمنة للسير في طريق الإنجازات، وهذا ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة، ويحق لنا ونحن نحتفل بالذكرى الـ43 لقيام دولة الاتحاد أن نتذكر هذه الحقيقة بفخر واعتزاز. لقد اعتادت بعض الدول استهلاك الكلام والأقوال والوعود وتسويق سياسة تخدير مجتمعاتها، بالإضافة إلى سوء استخدام الثروات وغياب الرؤى والتصورات الاقتصادية المستقبلية، لكن دولة الإمارات بلد الأفعال وليس الأقوال، بلد التخطيط والتصميم على إسعاد مواطنيها وضمان رفاهيتهم وأمنهم، ويحق لها قيادة وشعباً أن تفخر بإنجازاتها وتصميمها على السير في طريق المكتسبات والتفرغ للنهضة والتنمية الشاملة. إن الشعوب التي تنظر للأمام وتفكر في مستقبل أجيالها القادمة لا مجال أمامها إلا أن تبقى على ارتباط دائم بالمستقبل، وإذا ما اضطررت للرد أحياناً على بعض المغرضين الحاقدين، فإن ذلك لا يشغلها عن التفرغ لمواصلة الإنجاز والانحياز للأفعال وتوظيف الأدوات السياسية لخدمة الاقتصاد والتنمية. ولدى الإمارات قيادة حكيمة ونخبة من رجال الصف الأول، يعملون بصمت وبشكل جماعي على تكثيف الجهود للارتقاء المستمر بالإمارات وجعلها في الصدارة على كافة المستويات. وتأتي احتفالات الإمارات، رسمياً وشعبياً، باليوم الوطني لقيام الاتحاد لتمثل فرحة كبرى وفرصة للابتهاج بما تحقق من مكتسبات، كما تمثل دفعة قوية لاستكمال الطموحات الكبيرة التي لم يكن أحد يتخيل أنها ستكون ضمن الخطط المستقبلية للدولة الفتية. وبالأفعال وحدها وليس الأقوال، وعبر التخطيط الاستراتيجي، وجدنا أنفسنا كإماراتيين أمام إنجازات كبيرة وقياسية، ترافقها أحلام وطموحات سوف ترتقي ببلدنا أكثر فأكثر وتضعه في مرتبة عليا على كافة المستويات المتصلة بالإنجازات الكونية للإنسان الحديث، وهذه ليست مبالغة بالقياس إلى الثمار الملموسة وتلك التي تم إدراجها ضمن الخطط المستقبلية في مختلف المجالات. إن مناسبة الاحتفال باليوم الوطني تذكرنا دائماً بأن الإنجازات التي تحققت كانت ثمرة الأفعال والإرادة القوية التي تعلمناها من مؤسس اتحادنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي وضع أسس وقواعد الانطلاق في مضمار السباق مع الزمن، ثم حظينا من بعد القائد الأب المؤسس برجال زايد الأوفياء الذين يسيرون على ذات النهج ويواكبون التحديات الجديدة بجدارة واقتدار. بالأفعال وليس الأقوال تخوض الإمارات غمار التحدي ولن يتوقف الطموح، فإلى جانب الاهتمام الدائم والمستمر بمجالات الإسكان والصحة والتعليم والطاقة والخدمات والبنية التحتية، هناك مشروعات أخرى عملاقة بعضها أنجزت والأخرى في طور البناء أو الاستعداد والتخطيط لإقامتها، ومنها مشروع إطلاق أول مسبار عربي إسلامي لكوكب المريخ تحت إشراف فريق عمل وطني إماراتي، وهذا منجز حضاري يضاف إلى منجزات الإمارات الرائدة، مما سيسمح بتأهيل كادر وطني إماراتي متخصص في هذا المجال العلمي الحيوي الذي لا يزال غير متاح لغير الدول الكبرى، لكن الإمارات قبلت التحدي وستفوز بتحقيق هذا الحلم الكبير كما فعلت في مواجهة تحديات عديدة من قبل. وبالأفعال وليس الأقوال استطاعت الإمارات كسب ثقة العالم بأقطابه ومراكزه العالمية، وفازت عاصمتها أبوظبي باستضافة مؤتمر الطاقة العالمي، وبالتأكيد فإن لكل حدث دلالة تعزز من ثقتنا بأنفسنا، فعندما تختار دول العالم دولة الإمارات لاستضافة القمة العالمية للطاقة عام 2019 فالدلالات كبيرة وهي تضيف رصيداً جديداً في خانة المنافسة العالمية. وهناك جملة وردت في أحد التقارير الغربية تمثل شهادة على أن الإمارات تمضي في طريق الأفعال المثمرة، تقول: «إن مواطني دولة الإمارات يستيقظون كل صباح على وقع أنباء مفرحة، وعناوين بالخطوط العريضة تحتفي بكفاءة دولتهم، وإنجازاتها، وتنافسيتها العالمية، وزعامتها، وحظوتها بالتقدير والاحترام، وإن أكثر السِمات اللافتة للنظر في دولة الإمارات هي التفاؤل، والإلهام، والهدوء، والسعادة الملازمة لمواطنيها». وعموماً ينظر الآخرون للإمارات كمثال لثقافة الإنجاز والتنوير، وستحافظ الأجيال الإماراتية على هذا التميز وتواصل الارتقاء بالوطن ليبقى في الصدارة لأن الإمارات جديرة دائماً بالتميز. ------------------ *كاتب إماراتي