مرض (الزهايمر) يختصر بجملة واحدة: لكي لا يعلم من بعد علم شيئا. قالت لي سيدة إن أمها لم تعد تعرفها؟ كارثة أليست كذلك؟ أما السيدة الشركسية التي اجتمعت بها في نيوجيرسي؛ فذكرت عن والدها أن مشكلته كانت في العودة إلى البيت؛ فإن خرج عجز عن الاهتداء إلى منزله أو باب غرفته أو المفتاح؟ السؤال المزدوج ما الذي حدث في تلافيف الدماغ؟ وهل ثمة طريقة لتشخيص المرض قبل وقوع الكارثة؟ أما حدوث المرض فقد كان الدكتور الألماني ألتسهايمر، أول من وصف المرض، حتى مات هو بكسر في عنق الفخذ، ولم يشفع له طبه في تأخير منيته. أما الكشف المبكر عنه؛ فتتسابق حالياً العديد من الشركات في أنحاء العالم، لتحديد قدومه من عدمه. ولكن ما الفائدة من التشخيص إذا كانت المصيبة في طريقها للقدوم وليس ثمة أمل في أي شفاء أو تراجع أو علاج؟ يبقى السؤال المحير عن عمل الدماغ؟ وماذا يقع في داخله حتى تتفكك الشبكات العصبية، وتتدمر النورونات، على هذا النحو من الانهيار المتتابع. حالياً يزعم الأميركيون أن عندهم اختبار في فحص الدم يتنبأ بالمرض في وقت قريب، بمعرفة ببعض البروتينات، يتقدمون حاليا لنيل براءة الاختراع فيه؟ (مجلة در شبيجل الألمانية ـ العدد 20/2014ـ ص 99). أما في بريطانيا، فقد أعلنت شركة البروتيوم للعلوم، أن في إمكانها ومن خلال تحديد عشرة بروتينات دماغية، التكهن تماما بالمرض الخبيث. في الوقت نفسه يتبارى باحثون من أستراليا حول الكشف عن المرض من خلال الدخول إلى شبكية العين وقراءتها. بالمناسبة قرأت بحثاً مفصلاً عن أصابع اليد وأخمص القدم يحدد أيضاً فصولاً من سيرة الإنسان. وعلينا ألا ننكر بل ننتظر يقين العلم في كل ادعاء، وهذا ينطبق أيضاً على الكشف المبكر عن الخرف ومرض الزهايمر، قبل أن يحيق بالمرء فيأكل مستودعات الذاكرة. وفي ألمانيا تقدمت شركة تزعم أنها تصل للتشخيص وبفحص دم بسيط في مدة عشر دقائق تخرج فيها النتيجة، ولكن بكلفة 194 يورو. وما يخافه المرضى ومن حولهم من كل هذه الضجة الطبية أنه لا يقين فيها إنْ لم يكن إثارة المخاوف دون سبب.