إن توافر الرؤية الاستراتيجية، مشفوعة بالجهد الكثيف للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة مكنها من شغل مركز الريادة العالمية في استقطاب الشركات الكبرى إلى أسواقها، لتأسيس أبرز المراكز المالية والخدمية والتجارية العالمية المشهود لها بالسمعة والمكانة الدولية. وقد قدمت القيادة الرشيدة نموذجاً مثالياً فريداً يستند إلى أسس صلدة، استطاع بناء اقتصاد وطني يعد من أفضل الاقتصادات العالمية وأكثرها ديناميكية، يستند إلى شبكة من مصادر الدخل المتنوعة، لا يشكل النفط فيها سوى أقل من 30 في المئة. وقد عملت القيادة الإماراتية الرشيدة طوال العقود الماضية على توفير جميع العناصر والعوامل التي من شأنها تعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني والسوق المحلية، بدءاً من الإنفاق السخي على تطوير البنى التحتية والمطارات والموانئ وشبكات الطرق والكهرباء والمياه، وتطوير شركات عالمية المستوى للنقل الجوي، وربط مطارات الدولة مع جميع أنحاء العالم، في ظل الالتزام بأفضل المقاييس والمعايير المعمول بها عالمياً، إلى غير ذلك من مظاهر التنويع وتجاربه الناجحة. وكانت ترجمة الرؤية الاستراتيجية الطموحة لمشروعات عمل ناجحة، تم إنجازها في إطار بيئة مواتية تتوافر فيها معايير الأمن والأمان والاستقرار، المستند إلى بنية قانونية وإدارية متطورة وشفافة، هي التي جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكثر الأسواق العالمية القادرة على المنافسة العالمية في مجالات متنوعة، كما أنها قد استطاعت خلال عام 2014 أن تقفز إلى المركز الثاني والعشرين عالمياً في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، مقارنة بالعام الماضي الذي احتلت فيه المركز الخامس والعشرين، وأصبحت، بفضل جهود أبنائها وخلال فترة وجيزة، واحدة من أفضل عشر دول في العالم في إجراء الإصلاحات الاقتصادية، ولاسيما فيما يتعلق بمناخ الاستثمار وبيئة الأعمال. ضمن هذا السياق، وفي إطار استعداد الإمارات لاستضافة «معرض إكسبو الدولي 2020»، فهي قد خصصت نحو سبعة مليارات دولار للإنفاق على مشروعات البنية التحتية فقط، هذا إلى جانب ما ستنفقه، بل وبدأت في إنفاقه الشركات الإماراتية والأجنبية العاملة في الدولة للتوسع في أعمالها، بما ستناسب مع احتياجات المعرض ويعظم استفادتها منه. واللافت للنظر أن الملف الذي تقدمت به الإمارات، وفازت من خلاله بحق استضافة المعرض، كان يحمل شعار «تواصل العقول.. وصنع المستقبل»، وهو شعار ذو بُعد استراتيجي، يؤكد وعي الدولة بأهمية التواصل وتبادل الأفكار بين الشعوب، ودور ذلك في إحراز التقدم والانتقال إلى المستقبل، إذ تسعى الإمارات لجعل المعرض منصة للتواصل مع الأصدقاء والشركاء التجاريين ودول العالم كافة، من أجل تأسيس «شراكات جديدة» تضمن الازدهار والتنمية الإنسانية المستدامة. إن التطور الاقتصادي السريع، كماً ونوعاً، جعل من دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً نوعياً يعتمد الرؤى الاستراتيجية، الواعية بضرورة وجود نظرة كلية شاملة للمستقبل، والتكيف مع المتغيرات والمستجدات العالمية كافة، بصورة تنم عن وعي وإدراك ومسؤولية كبرى تتمتع بها القيادة الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والشعب الإماراتي كافة، في العمل معاً وبجهد جماعي، في إطار دولة الاتحاد وتحت رايتها، على أن تكون هذه الدولة دائماً في المراتب الأولى عالمياً في المجالات كافة، التي من بينها بطبيعة الحال استقطاب الشركات والمراكز العالمية الكبرى في جميع الحقول الإنمائية والإنسانية والصناعية والخدمية، وغيرها. ـ ـ ــ ــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.