تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث والأربعين، أعلنت لجنة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أن عدد المشروعات التنموية التي تُشرف عليها الآن، يصل إلى 125 مشروعاً، بقيمة تتجاوز ستة مليارات درهم، فيما يعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، إذ إن هذا الإعلان يأتي وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتعليمات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ لتوفير حياة كريمة للمواطنين جميعاً، ورسمت الدولة استراتيجية شاملة للتنمية، غُرست جذورها بعمق منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. الأساس الجوهري للمشروعات والمبادرات التنموية في الإمارات يرتكز على مبدأ تأسيس منظومة متكاملة من الخدمات والمرافق العامة لخدمة الإنسان في مختلف أرجاء الدولة، فهذه المشروعات تغطي جوانب حياتية متنوعة وشاملة، وتلبي كل الاحتياجات والمتطلبات الإنسانية للمواطنين، وهذا ما أكدته اللجنة التي قالت إن المشروعات، التي يتم تنفيذها تحت إشرافها، شملت حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، سبعة مستشفيات وسبعة سدود، وثلاثة مساجد، إضافة إلى 35 مشروعاً في مجال الطرق، وأربعة موانئ وثلاثة مشروعات في الصرف الصحي وثلاثة أخرى في مجال الكهرباء والمياه. وبلغ عدد مشروعات الإسكان 63 مشروعاً، وهي تمثل نحو نصف العدد الإجمالي للمشروعات. وقد أكدت اللجنة أنه تم تنفيذ ما نسبته 51% من هذه المشروعات، حيث تسلمت اللجنة 64 مشروعاً، في حين أن هناك 41 مشروعاً قيد الإنجاز، و13 مشروعاً قيد التصميم، وسبعة مشروعات أخرى في طور التعاقد. إن جميع مشروعات التنمية في الدولة مخطط لها بشكل دقيق، وبصورة تتفق مع أعلى المعايير والمواصفات النوعية العالمية في مستويات الإنجاز، في وقت لم تعد فيه سرعة التنفيذ هي المعيار الوحيد للإنجاز، بل يتم الاهتمام أيضاً فيها بمعايير الجودة والامتياز، ضمن تصور استراتيجي تلتزم به لجنة متابعة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، والتي تبذل جهوداً حثيثة لتنفيذ هذه المشروعات التي تتسم بالتنوع من حيث التوزيع الجغرافي أو الطبيعة الخدمية، فضلاً عن الأهمية الحيوية بالنسبة للسكان، إذ تستند استراتيجية لجنة مبادرات رئيس الدولة إلى ركائز عدة، أهمها: مشروعات الإسكان وبناء الطرق وتأسيس شبكات للصرف الصحي والمياه والكهرباء. ومن الأبعاد التي نالت اهتماماً شديداً من قبل اللجنة مؤخراً كان البعد الصحي، ولم تقتصر مشروعاتها في هذا المجال على مجرد تشييد المستشفيات الجديدة، لكنها اتسمت أيضاً بطابع نوعي، ومن المؤشرات الدالة على ذلك بوضوح أن نحو 73 ألف مولود من مواليد مستشفيات الدولة استفادوا من خدمات فحص الوراثة للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية، بالإضافة إلى خدمات طبية أخرى مهمة تخص مراكز الطب الوقائي، وهو ما من شأنه حماية المجتمع من هذه الأمراض الوراثية. إن ما تقدمت الإشارة إليه ما هو إلا جزء من التوجهات الإنسانية في الخطط التنموية الإماراتية، التي تستجيب لكل مطالب المواطنين بصورة استباقية وبروح عالية من المسؤولية الوطنية، تؤكدها القيادة الحكيمة للدولة في كل زمان ومكان. وليس مستغرباً في هذا السياق أن تتجه الإمارات من خلال مؤسساتها المتعددة، نحو تبني الأفكار والمشروعات الخلاقة في مختلف المجالات، اتساقاً مع روح العصر والتقدم السريع في كل مجالات الحياة، وسعياً لتطويع التكنولوجيا ومستحدثات العصر لخدمة أهداف التنمية في هذا الوطن. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية