القرار الذي أصدره وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأربعاء الماضي، بالبدء في إنشاء مشروع "الشرطة الخليجية" ومقره في العاصمة أبوظبي، لطالما انتظره الخليجيون لما له من أهمية كبيرة في تجسيد التكامل الوحدوي بين دول مجلس التعاون في تعزيز الأمن وحمايته ومكافحة جميع أشكال الجريمة والإرهاب بشتى صنوفه والتطرف والغلو من خلال رؤية مشتركة وجهد متسق ومؤسسي. لقد جاء قرار إنشاء "الشرطة الخليجية" في توقيته تماماً، حيث تمثل خطوة ضرورية، ليس فقط لأمن الشعوب الخليجية وإنما لأمن الشعوب العربية، فضلاً عن أنها إضافة إلى الأمن في العالم كله، ما دام أن الجريمة والإرهاب والتطرف ليس لها لغة ولا دين، وعابرة للحدود في الوقت نفسه، كما تمثل خطوة ضرورية أيضاً لمنع حدوث مثل هذه الجرائم وأشكال الإرهاب، التي تنتعش وتتكاثر، ولاسيما أن جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها في مساحة جغرافية واحدة وذات حدود برية وبحرية وفضائية مشتركة. لقد استقبل الخليجيون بكثير من الأمل والتفاؤل والفرح الغامر هذا القرار، خاصة أن المناهج الدراسية وقرارات القمم الخليجية منذ عام 1981 والثقافة الخليجية بشكل عام تؤكد الدوام وحدة المصير والتاريخ المشترك، وأن الأمن الخليجي كل لا يتجزأ، فضلاً عن أن المساس بأمن دولة من دوله، يؤثر تلقائياً في أمن باقي دول المجلس، والتجارب والشواهد في هذا المجال كثيرة؛ لهذا فإن منظومة الشرطة الخليجية التي ستأخذ في اعتبارها أنها مسؤولة مسؤولية كاملة ومباشرة عن حفظ أمن جميع شعوب المجلس والمنطقة بوجه عام، وستضيف قدرات نوعية جديدة وقاعدة بيانات ضخمة في كيفية مكافحة الجريمة والإرهاب والتطرف الفكري، لقوى وأجهزة الشرطة والأمن الداخلي لكل دولة من الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إن اختيار عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي مقراً لـ"الشرطة الخليجية" يضيف بعداً نوعياً آخر لمنظومة "الشرطة الخليجية"، خاصة أن البنى التحتية المتوافرة في الإمارات لمثل هذه المنظومة تعدّ من أفضل البنى التحتية في العالم، في وقت باتت فيه منظومة أجهزة قوى الأمن والشرطة في دولة الإمارات العربية المتحدة من أفضل المنظومات في العالم، ولاسيما أن هذه المنظومة قد حصدت جوائز عالمية، أبرزها: جائزة التاج الدولي للجودة – المملكة المتحدة – لندن، نوفمبر2012. الجائزة العالمية للجودة والاتقان والأداء النموذجي – إيطاليا – روما، نوفمبر 2012. الجائزة العالمية لبطاقة الأداء المتوازن للمشاهير – الولايات المتحدة الأميركية، أكتوبر 2012. جائزة الجمعية العالمية للشرطة النسائية، سبتمبر 2012. جائزة الأعمال الدولية (ستيفي العالمية) – أفضل ممارسة مجتمعية، إدارة التدريب، 2012. جائزة الأعمال الدولية (ستيفي العالمية). جائزة أفضل فريق CIPD – مشروع دبلوم إدارة الموارد البشرية- إدارة التدريب، 2012. جائزة الأعمال الدولية (ستيفي العالمية) – جائزة أفضل إدارة للموارد البشرية- إدارة التدريب، 2012. الجائزة الذهبية الأوروبية للجودة وسمعة المنتجات، فرنسا 2012. جائزة النجمة العالمية لقيادة الجودة – (فئة البلاتينيوم) فرنسا، يونيو 2012. وغيرها العديد من الجوائز الإقليمية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية