عندما أقام الآباء المؤسسون بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه صرح اتحاد الإمارات قبل 43 عاماً، ثمرةً لجهود سنوات من العمل المضني، وضعوا نصب أعينهم أن الضمان الأكبر لاستمرار ورسوخ الاتحاد لا يكون إلا من خلال تنمية المواطن الإماراتي ورفده بالعلوم والمعارف الحضارية، لأن الاتحاد قائم على سواعد أبنائه القادرين والمؤهلين. لذلك كان همهم الأكبر هو توفير كل ما من شأنه تحقيق التنمية وتلبية احتياجات المواطن وإشراكه في مسيرة بناء الوطن. إن حلول اليوم الوطني للدولة في الثاني من ديسمبر، هو مناسبة لتجديد الولاء والبيعة للوطن والقيادة، والعمل بإخلاص وتفان من أجل المحافظة على منجزات الاتحاد ومكتسباته. وما شهدناه من إقبال شباب الوطن بشغف وحماس للانخراط في برنامج الخدمة الوطنية للتجنيد العسكري، يمثل شاهداً على أن أبناء الوطن على قدر كبير من المسؤولية في الذود عن حياض الوطن والتفاني في سبيله. كما أن الثاني من ديسمبر يذكرنا بضرورة أن يتحلى كل فرد من أبناء الدولة بصفات المواطنة الصالحة، بأن يكون مسؤولاً عن تحقيق مصلحة الوطن ورفعته وتقدمه. وأن يقدم كل ما لديه في مجال تخصصه وعمله، ويعي واقع ظروف مجتمعه والتحديات التي تحيط به. فعلى الطالب أن يجتهد في تحصيل العلم والمعرفة، وأن يختار التخصص في المجال الذي يتوافق مع رغباته ويستطيع أيضاً أن يبدع فيه. وعلى الموظف أن يجتهد في عمله ويحرص على أداء واجباته ومسؤولياته على أكمل وجه. ويتعين على كل فرد من أفراد الوطن أن يكيف سلوكه وممارساته لما فيه مصلحة الوطن ودعم مكتسباته، والمحافظة على المال العام، والانقياد للقوانين، والمحافظة على البيئة، وترشيد استلاك المياه والطاقة، وغير ذلك من السلوك الإيجابي. ويتعين على كافة أبناء الوطن التشبث بروح الاتحاد، بعزيمة الآباء المؤسسين الذين شيدوا صرح الاتحاد الشامخ، والسعي بكل إرادة وعزيمة إلى تحقيق الرفعة والتقدم لوطن ينتظر من أبنائه الأوفياء إكمال مسيرة البناء والتقدم. ويحق لأبناء الإمارات أن يفخروا بالاتحاد، لأنها كانت البداية للانطلاقة الحضارية والتنموية لهذه الأرض الطيبة التي كانت وفيّة لأبنائها الذين صبروا على شظف العيش وقسوة الحياة، فأكرم الله هذه الأرض بـ «زايد الخير» الذي عمّر البلاد ونّمى بالإنسان، وأنعم عليها بثروة النفط وأغدق عليها من الخير العميم. يحق لأبناء الوطن أن يفخروا بالاتحاد الذي نقلهم إلى النور والمعرفة وأنشأ لهم دولة ذات سيادة.. كما يحق لهم أن يفخروا بقادة الاتحاد الذين وقفوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، هدفهم تحقيق مستقبل أفضل لأبناء الوطن وغد أكثر إشراقاً.. حفظ الله الإمارات أرضاً وقيادة وشعباً من كل سوء وأدام عزها واستقرارها. إن اتحاد الإمارات معين لا ينضب، ينهل منه أبناء أوفياء يحافظون على منبعهم الصافي، وينقلون لمن بعدهم أمانة وطن الخير.