في مقابلته مع «فوكس نيوز» الأميركية، أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، إلى أنه «من الواضح أن الاتفاق النووي الإيراني الغربي أبعد ما يكون عما نتمنى». في مقالة لصحيفة «الهفينغتن بوست» في يونيو 2013، قام «آل ليفارينت» برسم مجموعة من السياسات المحددة للعلاقات الأميركية -الإيرانية في ضوء انتخاب روحاني للرئاسة: وهي «قبول الجمهورية الإسلامية ككيان سياسي شرعي يمثل مصالح وطنية مشروعة، التوقّف عن محاولة تحريض الشعب الإيراني ضد قادته، والاعتراف بسيادة إيران وقبولها كبلد عضو في اتفاقية وقف انتشار الأسلحة النووية من أجل السماح لها بتخصيب اليورانيوم تحت مراقبة دولية، وأخيراً وقف التعاون مع السعودية وغيرها لغرض نشر التطرّف السني وغيرها من السياسات الخاطئة الهادفة إلى التضييق على إيران ». ويشير الباحث الأميركي «إريك براون» في ورقة حول اللوبي الإيراني في الإعلام الأميركي إلى أن الاقتراح الرابع الذي يطالب الولايات المتحدة بمفاتحة إيران في دعم المساعي الرامية إلى التخلص من «القاعدة» والتطرّف السُنّي يعكس جانباً مهماً جداً من أوجه المطالبة بالتطبيع مع إيران، وأن هذا الجانب على وجه الخصوص يتم الترويج له من قبل الكثير من وسائل الإعلام المؤثرة، حيث يرحّب الجمهور الذي يدافع عن تطبيع العلاقات مع إيران بالتصريحات التي تضع الولايات المتحدة وإيران في خانة واحدة، وهي معاداة «القاعدة» والسلفية الجهادية عموماً. يقول براون :«هذه الآراء يتم في الوقت الحالي تضخيمها وترويجها بوساطة الأكاديميين والصحفيين والكتّاب الذين لديهم مكانة في الشارع الأميركي، فقد أصبحت «القاعدة» والسلفية الجهادية (والآن داعش) أعداء دائمين في العقلية الأميركية. هناك صحف تطالب الولايات المتحدة بالشراكة مع إيران من أجل دحر «القاعدة»، وإيجاد حل للأزمة السورية، ومن هذه الصحف نجد «كريستيان ساينس مونيتور» و«آسيا تايمز» وأحياناً صحيفة «نيويورك تايمز» المعروفة. كتب «توماس أردبرينك» المحلل السياسي في صحيفة «واشنطن بوست» مقالة نشرت في «نيويورك تايمز» قال فيها: إن الولايات المتحدة وإيران لهما عدو مشترك وهو «حركة الشباب السُنّة التي تملك سيارات نقل وسلاح كلاشنكوف رافعة الأعلام السوداء للقاعدة في مناطق النزاع الطائفي في سوريا والعراق وأفغانستان ولبنان واليمن»، مضيفاً :« إن إيران تمثل جزيرة آمنة وسط محيط من الدمار الطائفي والمفخخات والانتحاريين، ويبدو أن لا خيار آخر لدى الولايات المتحدة سوى التعامل مع إيران حسب قول الخبراء هنا». في مقال نُشر في مجلة «ذا ناشونال انترست»، قال «زاكري كيك»، وهو محرر في مجلة «ذا دبلومات» :«إن إيران والولايات المتحدة لهما مصالح مشتركة في أفغانستان، يجب أن يتم استغلالها لكي تتمكن الولايات المتحدة من تجاوز باكستان وتزيد من سيطرتها على نشاطات المسلحين الباكستانيين في أفغانستان»، وتواصل التقارير الأميركية التي تستند على منطق خاطئ في السير على هذا النهج، إذ نشرت مجلة «ذا إيكونومست» مقالاً تقول فيه إن «حلفاء الولايات المتحدة في الخليج يخشون نجاح الاتفاقية النووية والتي ستسمح لإيران بمواصلة دورها كقوة إقليمية شيعية تقارع نفوذ الممالك السُنية». وكما يؤكد «براون» أن هذه الادعاءات من هؤلاء الكُتاب تستند إلى افتراضات مغلوطة تفيد بأنّه ليس هناك أي داعٍ للتخوّف من إيران قوية لها القابلية على دعم الحرب الأميركية في أفغانستان أو تعمل على موازنة القوى مع دول مجلس التعاون الخليجي الخليجية، فهذه الأسباب هي وراء دوافع بعض من الذين يسمون أنفسهم بالـ«واقعيين» الاستراتيجيين في المطالبة بالتقارب مع إيران.