في الرابع عشر من أكتوبر الماضي، صدرت لائحة اتهام فيدرالية في مقاطعة كولومبيا تتهم أحمد أبو ختالة بـ18 تهمة، منها التآمر والقتل وتدمير ممتلكات أميركية في مدينة بنغازي الليبية. وختالة الذي اعتقلته القوات الخاصة الأميركية الصيف الماضي، هو ليبي يترأس فرع منظمة «أنصار الشريعة» المسلحة في بنغازي التي صنفتها وزارة الخارجية الأميركية جماعة إرهابية. وتذكر لائحة الاتهام أنه قتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفينز، واختصاصي الاتصالات في وزارة الخارجية سين سميث، والمتعاقدين الأمنيين «تيرون وودز» و«جلين دوهيرتي». ولا تدع لائحة الاتهام مجالاً لأي إشارة إلى أن هجوم سبتمبر 2012 على المجمع الدبلوماسي الأميركي وملحق وكالة الاستخبارات المركزية القريب منه في بنغازي، كان رد فعل عفوي على تسجيل الفيديو المناهض للمسلمين الذي نشر على الإنترنت في ذلك الوقت. وهناك أسئلة بلا إجابة بشأن هجوم بنغازي، رغم أن الجمهوريين يواصلون اتهام إدارة أوباما بالتستر، ولا تزال لجنة خاصة تابعة للكونجرس تحقق في الهجوم. وأقرت وزارة الخارجية الأميركية بوجود ثغرات أمنية، وإنْ لم تتحمل المسؤولية التي يعتقد بعض النقاد أنها تقع عليها. وقد رفضت تقارير مجلسي الشيوخ والنواب ولجنة المراجعة التي عينتها الحكومة، الاتهامات بأن القوات العسكرية الأميركية المتمركزة في البحر المتوسط كان يمكنها الوصول إلى بنغازي في الوقت المناسب لإنقاذ أرواح الأميركيين. ويعتبر كتاب «13 ساعة.. الرواية الداخلية لما حدث في بنغازي»، قصة حدثية لا تعول كثيراً على أمور السياسات الأميركية الخارجية أو الأمنية، كما لا تلقي بالاً للأحداث في ليبيا، وإنما تسلط الضوء على بعض التفاصيل التي لا يعتبر أكثرها جديداً بالنسبة لهؤلاء الذين يثيرون الجدل بشأن أحداث بنغازي، ولم تقدم إجابات حقيقية لأية أمور لا تزال غامضة. ويسرد الكتاب قصة الحراس الخمسة «جون تيجين» و«كريس تانتو» و«مارك جيست» واثنين آخرين عرفا باسمين مستعارين، هما ديف بينتون وجاك سيلفا، الذين أرسلوا لحماية العاملين في مقر وكالة الاستخبارات الأميركية السري بالقرب من مقر القنصلية الأميركية. وكان «وودز» المشار إليه في لائحة اتهام أحمد أبو ختالة، أحد ضباط الأمن المتعاقدين الذين قتلوا، هو العضو السادس في فريق بنغازي، أما «دوهيرتي» فكان متعاقداً في السفارة الأميركية في طرابلس، وسافر إلى بنغازي في جنح الليل من أجل القيام بمهمة إنقاذ، وقُتل الاثنان بقذيفة هاون أصابت ملحق وكالة الاستخبارات الأميركية، بعد ساعات من الهجوم على المقر الدبلوماسي. وأكد العناصر الخمسة، وجميعهم جنود سابقون في الجيش الأميركي، تعرفوا إلى بعضهم البعض في مهام سابقة في العراق وأفغانستان والبلقان، أن يوم الحادي عشر من سبتمبر بدا عادياً مثل أي يوم آخر في بنغازي، قبل أن يبدأ الهجوم على المجمع في الساعة 9:40 مساء، عندما دخل نحو 20 مسلحاً عبر البوابة الرئيسية، بينما اختفى الحراس المحليون. وفي غضون دقائق من تلقي الإشارة، قفز حراس الملحق الذي يبعد نحو ميل عن مقر القنصلية وتجمعوا في سيارتين وتأهبها للتحرك، لكنهم تأخروا بسبب محاولة قائدهم التنسيق مع مليشا السابع عشر من فبراير الليبية لتنفيذ عملية الإنقاذ. وأشاروا إلى أنهم لو غادروا مباشرة، من دون التأخر مدة تصل إلى 20 دقيقة، لربما أمكنهم إنقاذ حياة ستيفنز وسميث. وبعدما فشلوا في إنقاذ السفير والدبلوماسيين الآخرين، عادوا أدراجهم تحت وابل من الرصاص إلى الملحق، قبل أن تصل قافلة ميلشيا ليبية، جنودها أشداء مدججين بالسلاح، ومثل كثير من الأمور في تلك البلاد، كانت هوياتهم مجهولة بالنسبة للمتعاقدين الأميركيين، قبل أن يعرفوا أنهم قوة إنقاذ، لكنهم لم يعرفوا ما إذا كان المنقذون ينتمون إلى الحكومة الليبية الرسمية أم لا. وائل بدران الكتاب: 13 ساعة المؤلف: ميتشل زاكوف الناشر: تويلف تاريخ النشر: 2014