ازدواجية معايير روسية.. ومبادرات صينية في قمة العشرين «تشينا ديلي» تحت عنوان «قوة عالمية مسؤولة»، نشرت «تشينا ديلي» الصينية يوم أمس افتتاحية رأت في مستهلها أن الجهود المشتركة التي تبذلها القوى الكبرى أمور في منتهى الأهمية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة تعود فائدتها على الجميع. والصين كونها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والأكثر حيوية في النمو على الصعيد العالمي، تأمل في أن تقوم بدورها في توجيه الاقتصاد العالمي نحو الطريق الصحيح، لكي تعم الفائدة على الجميع. واقتبست الصحيفة جزءاً من كلمة الرئيس الصيني أمام مجموعة العشرين التي انعقدت في «بريسبان» الأسترالية قبل يومين، مفاده أن نمو الاقتصاد الصيني هو المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي. وبالفعل تعد الصين الأكثر مساهمة في استراتيجيات النمو في مجموعة العشرين، وذلك بسبب ثبات النمو الصيني. وترى الصحيفة أن الشعب الصيني يستفيد الآن من ثمار النمو الاقتصادي، حيث يتنامى الطلب المحلي داخل الأسواق الصينية، مما يخلق مزيداً من الفرص الاستثمارية، وأفقاً أرحب للنمو الاقتصادي على الصعيد العالمي.. الأفعال أعلى صوتاً من الكلمات، ويظهر هذا جلياً في مبادرات الصين كتلك المتعلقة بإطلاق البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، و«صندوق طريق الحرير». ناهيك عن جهود الصين في تدشين «حزام اقتصادي متمثل في طريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين»، وجميعها مبادرات تؤكد مساعي الصين لتدشين رابطة ذات مصير مشترك. بكين تطرح مقاربة للتنمية عبر الإصلاح، وعبر الاهتمام بالبنى التحتية وتحفيز النمو الاقتصادي على الصعيد العالمي، وتأسيس نظام اقتصادي عالمي يحافظ على التجارة الدولية (متعددة الأطراف)، وتدشين نظام مالي شامل ومستقر، هذه الطروحات تطرق إليها الرئيس الصيني أثناء قمة العشرين، من أجل توصيل رسالة مفادها أن الصين تلعب دورها كقوة مسؤولة تقدم مساهمات كبيرة في تنمية الاقتصاد العالمي، وفي إحراز تقدم على صعيد الحضارة الإنسانية. «ذي موسكو تايمز» في مقاله المنشور أول أمس في «ذي موسكو تايمز» الروسية، وتحت عنوان «القرم والشيشان ومعايير بوتين المزدوجة»، كتب «أندرو فوكسيل» مقالاً، استهله بالقول إن الرئيس الروسي اتهم الغرب -أثناء الاجتماعات السنوية لما يعرف بـ«نادي فالداي»- بازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، وهو ما يراه الكاتب أمراً اعتاد عليه فلاديمير بوتين منذ قدومه إلى السلطة. الكاتب، وهو مدير مركز الدراسات الروسية بجمعية «هنري جاكسون» اللندنية، يرغب في استخدام منطق بوتينعند الهجوم على سياساته، حيث جرت العادة أن تستخدم الدعاية السوفييتية السابقة التي ازدهرت إبان الحرب الباردة منطق «ماذا عن الغرب؟» أو «ماذا لو كانت هذه المشكلة لدى الغرب؟»، وذلك من أجل وضع حد للتفكير النقدي ومنع الحوارات المفتوحة. الكاتب يرى أن بوتين استخدم معايير مزدوجة عند تعامله مع القضية الشيشانية ومسألة انفصال إقليم القرم عن أوكرانيا. فمن يصغي لكلام بوتين عن القرم، يخرج بانطباع مفاده أنه يدعم الانفصاليين، لكنه في عام 1999 كان ضد النعرة الانفصالية في الشيشان. بوتين يؤيد حق تقرير المصير في القرم لكنه يرفض منح هذا الحق للشيشان. بوتين أرسل القوات الروسية إلى القرم لتسهي ل إجراء استفتاء على انفصال الإقليم عن أوكرانيا، وسرعان ما اعترف بالنتائج، لكنه لم يعترف بحق الشيشان في اتخاذ الخطوة ذاتها..بوتين اقترح أن أي حل للأزمة الأوكرانية لا بد وأن يتضمن خيار الفيدرالية، لكنه لم يدخر أي وسيلة لتعزيز المركزية في الدولة الروسية. الرئيس الروسي اتهم السلطات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب في شرق أوكرانيا، لكنه لم يُحاكم بل قام بمكافأة وترقية أشخاص متهمين بارتكاب جرائم حرب في الشيشان. «كوريا هيرالد» في افتتاحيتها يوم أمس وتحت عنوان «المبعوث الخاص لكوريا الشمالية»، أشارت «ذي كوريا هيرالد» الكورية الجنوبية إلى أن «شوي رونج ها»، كبير مساعدي الرئيس الكوري الشمالي «كيم يونج أون» سافر إلى روسيا في زيارة تستغرق أسبوعاً، يلتقي خلالها بوتين ويسلمه رسالة من «كيم». زيارة «شوي»، وهو مسؤول في حزب «العمال» الكوري الشمالي الحاكم، إلى روسيا قد يعقبها زيارة «كيم» إلى موسكو من أجل تحسين علاقات بيونج يانج مع القوى الإقليمية في شمال شرق آسيا. الإعلان عن الزيارة جاء بعد يوم من إعلان الرئيسة الكورية الجنوبية «بارك جوين هي»، عن أملها في عقد قمة ثلاثية تجمعها مع نظيريها الصيني والياباني، علماً بأن قادة الدول الثلاث فشلوا في إجراء محادثات سنوية كانت قد بدأت عام 2008 بسبب توتر العلاقات بين طوكيو وسيؤول وبكين بسبب خلافات حدودية ومسائل ذات أبعاد تاريخية. استئناف القمة الثلاثية التي تجمع (الصين واليابان وكوريا الجنوبية) يُشكل ضغطاً على بيونج يانج كي تتخلى عن برامجها الخاصة بتطوير الأسلحة النووية. الصحيفة أشارت إلى تصريح لكبير مساعدي الرئيسة الكورية الجنوبية أفصح خلاله أن وزراء خارجية اليابان والصين وكوريا الجنوبية قد يجتمعوا في ديسمبر المقبل لتمهيد الطريق لقمة تجمع قادة الدول الثلاث. بيونج يانج محبطة من تنامي العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين، خاصة أن الرئيس الصيني رفض لقاء الزعيم الكوري الشمالي الشاب الذي وصل للحكم منذ ثلاث سنوات. إعداد: طه حسيب