تطرف نتنياهو.. وصراع الجيش و«الشين بيت» «هآرتس» انتقدت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي السياسة التي يعتمدها نتنياهو إزاء المفاوضات مع الفلسطينيين، قائلة إن سلسلة من التصريحات والأحداث الأخيرة أثبتت على نحو قاطع أن نتنياهو نزع قناع رجل الدولة ليكشف وجهه الحقيقي كسياسي قومي متطرف يسعى إلى نسف أي مبادرة مع الفلسطينيين. وتقول الصحيفة إنه ليس من الصعب كشف حيلة نتنياهو المفضلة، فهو يبدأ دائماً بوضع مجموعة من الشروط التعجيزية، كالاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وعندما يرفض الفلسطينيون ذلك يصورهم على أنهم الجهة المتعنتة، وحتى عندما ينخرطون في المفاوضات يأبى نتنياهو الدخول في القضايا الجوهرية مثل الحدود والقدس الشرقية وغيرها، حتى إذا عبر الفلسطينيون عن انزعاجهم وبلغ بهم الإحباط مبلغه حوّل نتنياهو، تقول الصحيفة، ضحاياه إلى معتدين وصوّر نفسه على أنه الضحية الذي لا حول له ولا القوة.. والهدف من كل ذلك المزايدة على اليمين في حكومته وكسب المزيد من الوقت للقضاء نهائياً على فرص التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. «هآرتس» تناولت «هآرتس» أيضاً في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي واقعة إطلاق الشرطة الإسرائيلية النار على الفلسطيني خير الدين حمدان وإردائه قتيلا. فحسب الشريط المصور الذي يظهر الحادثة، يبرز الرجل الفلسطيني وهو يضرب على زجاج سيارة الشرطة التي أطلق منها أحد أفرادها النار مباشرة على حمدان حتى عندما قفل راجعاً وولى ظهره للشرطة، ما يحملها مسؤولية قتل الفلسطيني دون وجه حق. لكن الصحيفة تقول إن المؤسسة الإسرائيلية، بدءاً من بعض الوزراء في الحكومة مثل وزير الداخلية إسحاق أهارونوفيتش، وليس انتهاء بنتنياهو نفسه، هبوا للدفاع عن الشرطة بذريعة أنهم كانوا يواجهون إرهابياً! بل تضيف الصحيفة أن الحادث ليس مستغرباً في ظل بيئة تشجع على استهداف الفلسطينيين وتعطي الحق للشرطة بإطلاق النار. فحسب التعليمات التي أصدرها وزير الداخلية في وقت سابق، يحق لليهود قتل كل فلسطيني قد يشكل تهديداً لهم! فهذا الأمر كفيل، تشير الصحيفة، بإطلاق يد أفراد الشرطة، لاسيما وأنها ليست الحادثة الأولى التي يُقتل فيها فلسطينيون على يد جهاز الأمن الإسرائيلي، فمنذ عام 2000 سقط ما لا يقل عن 30 فلسطينياً على يد أفراد الشرطة. «جيروزاليم بوست» رغم تصاعد موجة العنف في إسرائيل واستهداف عدد من الإسرائيليين في القدس الشرقية من خلال حوادث دهس وطعن نفذها فلسطينيون قدموا من الضفة الغربية أو أشخاص من عرب الخط الأخضر (خاصة من القدس)، تقول صحيفة «جيروزاليم بوست» إن ذلك لن يثني إسرائيل عن المضي قدماً في عملية السلام، مستندةً إلى استطلاع للرأي أجرته مؤسسة الديمقراطية في إسرائيل بالتعاون مع جامعة تل آبيب، وقد أظهر أن 57 في المئة من المستجوبين يعتقدون بأن استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين هو أفضل السبل للحد من الإرهاب، وكان 52 منهم من اليهود وأكثر من 81 في المئة من العرب، ما يعني حسب الصحيفة أن الأحداث الأخيرة والهجمات التي استهدفت إسرائيليين لم تنل من ثقة الجمهور في عملية السلام. «يديعوت أحرنوت» نشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، يوم الخميس الماضي، تحليلا يلقي الضوء على طبيعة العلاقة المتوترة في إسرائيل بين الجيش و«الشين بيت»، الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي، وذلك على خلفية الرسالة التي وجهها رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني جانتز، إلى نتنياهو يشتكي فيها من سماح الجهاز لأحد كبار مسؤوليه بالحديث إلى الصحافة، واصفاً إياه بالخرق الأمني الخطير. لكن الحقيقة، تقول الصحيفة، تكمن في العلاقة القديمة التي يطغى عليها التوتر منذ سنوت طويلة والتي وصلت ذروتها في الحرب الأخيرة على غزة عندما اتهم جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) الجيشَ بعدم الانتباه إلى التحذيرات التي أطلقها بوجود أنفاق تستخدمها «حماس» لتهريب السلاح، الأمر الذي اتضح جلياً خلال المواجهات العسكرية. هذا بالإضافة إلى مشاحنات أخرى تتصل بالصلاحيات المحددة لكل جهة على حدة والمناطق التي يغطيانها. ويبقى الجديد هذه المرة أن الخلافات وصلت إلى السطح ووجدت طريقها إلى الصحافة، ما يعني -تقول الصحيفة- ضرورة تدخل القيادة السياسية الإسرائيلية ووضع حد لما اعتبرته خلافات بكلفة عالية بالنسبة لأمن إسرائيل. إعداد: زهير الكساب