مهما تحدثت تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عما تم تحقيقه في دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات حضارية؛ كأفضل بنى تحتية في العالم، وأفضل نظام تعليم، وعمل، وصحة وتأمين صحي، ومرور ومواصلات، وبيئة استثمارية، وتنمية مستدامة خالية من الفساد، وقوانين احترام الإنسان وحرياته الأساسية، وغير ذلك، فإن هذه التقارير لن تستطيع توصيف حقيقة المشاعر الوجدانية والإنسانية الكامنة في نفوس الناس في دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء أكانوا مواطنين أم مقيمين، لسبب بسيط، هو أن المشاعر الإنسانية من الصعب قياسها إلا من خلال استطلاعات الرأي أو تلمس مظاهرها المادية. صحيح أن منظمة الأمم المتحدة صنفت الإمارات في المركز الأول عربياً، وأحد أكثر شعوب العالم في «السعادة والرضا»، وكذلك العديد من المنظمات الدولية المرموقة، المعروفة بنزاهة تقاريرها، إلا أنه لم يشر أحد إلى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الرفاهية أو تطور البنى التحتية أو دخول الإمارات عصر الصناعات الفضائية، وغير ذلك، مما وثقته تقارير صندوق النقد الدولي، وغيره من المنظمات، حول ما يتمتع به المواطنون والمقيمون، بما في ذلك أكبر الدخول الفردية في العالم، والحريات الإنسانية والأساسية، والرفاه الاجتماعي الذي قلّ نظيره. وللإنصاف والحقيقة، فإن الاستراتيجيين، وعدداً من قادة الدول، وشخصيات رفيعة المستوى، تحدثوا عن الأسباب الحقيقية للقفزة الكبرى والنهضة الشاملة التي تحققت لدولة الإمارات العربية المتحدة ومجتمعها الذي يضم أكثر من 200 جنسية في العالم، والتي تعود في المقام الأول إلى جهود قائد الدولة والشعب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجهود إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلا كيف نفسر أن دولاً ذات إمكانات مالية هائلة بأضعاف مضاعفة عما تمتلكه الإمارات وثروات طبيعية ونفطية، فضلاً عن أن بعضها ينعم بأراضٍ زراعية وأنهارٍ طبيعية، وما إلى ذلك من مصادر القوة الاقتصادية، لكنها مازالت عاجزة عن القضاء على معدلات الفقر، فضلاً عما تعانيه هذه البلدان من عدم توافر مصادر الطاقة والوقود، وشح المياه الصالحة للاستهلاك البشري أو بنى تحتية ومرافق عامة وغير ذلك، ودخل فردي محدود، وبالكاد يكفي قوت اليوم. السبب الحقيقي وراء كل ذلك، يتمثل في توجيهات قائد الشعب والدولة رئيس الدولة، حفظه الله، بضرورة تفقد الرعية ميدانياً وفي كل الإمارات، وهي وصية المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما دأب عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لدى تفقده إمارات الدولة، وتلمس احتياجات أبنائها، فضلاً عن الزيارات الميدانية السنوية التي يقوم بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتواصله المباشر مع أفراد الشعب وجهاً لوجه، حتى إن سموه قال قولته المشهورة: «إننا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل حتى مع تصدير آخر شحنة نفط من بلادنا؛ لأن شباب هذا الوطن هم ثروته الحقيقية التي استثمر فيها كثيراً». ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.