عادة ما نحتفل بالهالوين في آخر يوم من شهر أكتوبر من كل عام، فنخيف بعضنا البعض من أجل المتعة. ولكن هذا العام، كان النقاش الختامي لـ«الجمهوريين» عبارة عن مجموعة كاملة من التخيلات المرعبة: إيبولا، وتنظيم داعش والطموحات الشريرة والغامضة بشأن الانتخابات المسروقة، إلى جانب حزمة من الأوهام المرعبة حول حدودنا مع المكسيك. ولم يفسر النائب الجمهوري «دونكان هانتر»– كاليفورنيا، حتى الآن لماذا يعرف هو فقط أن عشرة مقاتلين على الأقل من «داعش» قد تم القبض عليهم أثناء عبورهم الحدود المكسيكية في ولاية تكساس. هناك عشرة مقاتلين من «داعش» قيد الاحتجاز في تكساس، لكن «هانتر» فقط يعرف ذلك. يقول السيناتور المحتمل «سكوت براون»: إن مرض شلل الأطفال يتسلل عبر الحدود، أو ربما كان مرضاً آخر مثل السعال الديكي أو إيبولا. أو ربما «داعش»! أما المرشح النائب الجمهوري «توم كوتون»– أركانساس، وهو مرشح آخر لمجلس الشيوخ، فيقول: إن هناك تواطؤاً بين عصابات المخدرات في المكسيك و«داعش» لشن هجوم على أركانساس. وفي انتخابات ولاية كولورادو، يقول الجمهوري «بوب بيوبريز»: إن خصمه «الديمقراطي» جون هيكينلوبر «يهدد بإطلاق سراح متهم بارتكاب عمليات قتل جماعي»! إن السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط هو تعريف غريب «لإطلاق السراح»، لكن هذا هو وقت الانتخابات. وفي وسائل الاعلام المحافظة، هناك الكثير مما يدعو للقلق. فالمدونات المحافظة جن جنونها مؤخراً حول فيديو لإحدى كاميرات المراقبة يظهر رجل لاتيني أثناء تسليمه بطاقات اقتراع كاملة لمكتب الانتخابات في مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا. هذا إلى جانب شائعات بتزوير الانتخابات وحشو صناديق الاقتراع بالبطاقات والتلبس بالجريمة. وفي الواقع، فإن تسليم بطاقات اقتراع أشخاص آخرين لمكاتب الانتخابات هو أمر قانوني تماماً في ولاية أريزونا. وقد طلب «الجمهوريون» من سكان أريزونا تسليم بطاقات الانتخاب مبكرا هذا العام حتى يتسنى جمعها وتركها في مراكز الاقتراع. ولكن عندما قام رجل لاتيني بفعل نفس الشيء، جعلت المدونات الأمر يبدو وكأنه مؤامرة. وعلى الجانب الآخر، يريد «الديمقراطيون» الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، لذلك فإن جل خوفهم يتمثل في أنه إذا تولى «الجمهوريون»، فإن الأمور في واشنطن ستزداد سوءاً. ومن الصعب قبول ذلك، حيث إننا نقترب من الأيام الأخيرة فيما يعرف حرفيا بأنه الكونجرس الأقل إنتاجا في التاريخ الحديث. لذلك فمن الصعب تخيل أن الأمور قد تصبح أسوأ. وبالفعل أوضحت «روث بادر جينسبرج»، أقدم أعضاء محكمة العدل العليا، أن من بين الأسباب التي تمنعها من التقاعد هو أنها لا ترى أي بديل مقبول يمكن الاعتماد عليه في مجلس الشيوخ الحالي، حتى في ظل تولي «الديمقراطيين» زمام الأمور. نعم، ربما يصبح مجلس الشيوخ مكاناً أسوأ بالنسبة للرئيس ولأولويات «الديمقراطيين» حال تولي الحزب «الجمهوري»، لكن الكونجرس هو بالفعل بيئة لا طائل منها وغير صالحة حتى للمسؤوليات التشريعية العادية، لذلك فمن الصعب وصف سيطرة «الديمقراطيين» الحالية على أغلبية مجلس الشيوخ بأنها، بطريقة أو بأخرى، «الأيام الخوالي» التي سنفتقدها إذا ما تولى «الجمهوريون». وبالنسبة للضجة التي تثار حول انتخابات هذا العام وكأنها نهاية العالم، لن تستطيع التخمين أن الاقتصاد ينمو بنسبة 3.5 في المائة، وأن معدلات البطالة أقل من 6 في المئة وأن أسعار الغاز متدنية للغاية. حتى أسعار حلوى الهالوين كانت رخيصة هذا العام. ولكننا هذا العام قررنا أن نكون تِعسون وخائفين. فبمجرد الإدلاء بالأصوات وحصرها، سيكون من الشيق معرفة ما إذا كان خوف الناخبين قد دفع المزيد منهم للذهاب للانتخاب أو جعلهم يلازمون منازلهم، ويختبئون تحت أغطيتهم. أعتقد أنهم ظلوا في منازلهم، فالخوف، مثل الشعور بالذنب، يخلق المزيد من الضيق أكثر من الحركة. إن الشعور بالخوف لا يؤدي عادة إلى جهود رشيدة لمعالجة الأمور التي تخاف منها. على الأقل، هذا هو ما تعتمد عليه واشنطن هذا العام. وبالنسبة لكل الإعلانات التي تؤجج الشعور بالخوف، على سبيل المثال، فإن الكونجرس لم يفعل أي شيء لتحسين استجابة الدولة لتفشي إيبولا. وبالنسبة لتسييس الخطر الذي يمثله تنظيم داعش، فقد قرر الكونجرس عدم مناقشة أو التصويت على مشاركة الجيش الأميركي في الحرب ضد هذا التنظيم في العراق أو سوريا. وبينما أعلن الرئيس عن عمليات الانتشار العسكرية الموسعة في المنطقة، ألغى الكونجرس ما تبقى من أيام العمل في شهري أكتوبر ونوفمبر، إلى ما بعد الانتخابات. انتهى «الهالوين»، لكن الموسم السياسي المخيف لم ينته بعد. راتشيل مادو كاتبة أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»