غزل سياسي من «مارين» لبوتين.. وجدل عقيم في صفوف الاشتراكيين لوموند نشرت صحيفة لوموند مقالاً بعنوان: «الحزب الاشتراكي في أيامه الأخيرة»، قالت فيه إن هذه اللحظة التي يرتمي فيها الشرق الأوسط وأوكرانيا في أتون الفوضى والعنف، وهما على أبواب أوروبا، وتجهد فرنسا مع شركائها الأوروبيين في بروكسل من أجل ترويض جموح مآزق الميزانية، يجد الفرنسيون أنفسهم يشاهدون مسرح فرجة من نوع آخر! فالحزب الاشتراكي الحاكم، على رغم تمتعه بالأغلبية في الجمعية الوطنية (البرلمان) وإمساكه بمقاليد أمور السلطة التنفيذية، إلا أنه يغرق الآن في حالة متفاقمة من التمزق والتفكك السياسي، حيث ينشق مناضلوه المحبطون من أداء فرانسوا أولاند، ويصفقون الأبواب خلف ظهورهم مغادرين الحزب وسجالاته، إلى درجة بات معها من الوارد حقاً التساؤل عما إن كان أمين الحزب الأول «جان- كريستوف كامباديلي» قد بات حارساً متوحداً لبيت مهجور، لا ساكن فيه! أما قادة الحزب فقد انخرطوا في معرض صراع ديكة هزلي وقاتل، وهم على كل حال يعطون انطباعاً عن حزبهم يصدق عليه ما قاله «كامباديلي» نفسه، حين وصف صراعهم بأنه «فرجة حزينة من المزايدة والانقسام والاستقطاب»! وأعادت لوموند في مقالها التذكير بأن الحديث كان سارياً منذ أشهر قريبة عن احتمال تفكك واندثار الحزب الاشتراكي بالنظر إلى عمق الخلافات والاستقطابات داخله، واليوم ها هو شبح الانقسام والتمزق يطل برأسه من جديد. وليس خلواً من المعنى مطالبة الزعيمة الاشتراكية مارتين أوبيري بضرورة «إعادة توجيه» سياسات الحكومة، في نقد واضح وفاضح وغير مبطن لأداء الفريق الحاكم، وهي المطالبة التي أدت إلى نشوب الخلاف الراهن في صفوف حزب الرئيس أولاند. وبطبيعة الحال ليس تمزق الصف وافتراق الكلمة أمراً جديداً أيضاً على الاشتراكيين الفرنسيين. ليبراسيون في افتتاحية بصحيفة ليبراسيون انتقدت الكاتبة «ألكسندرا شوارتزبورد» بعض التصريحات الأخيرة التي أدلت بها مارين لوبن، زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف، على نحو يفهم منه نزوع إلى تأييد سياسات ومواقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت الكاتبة إن هذه التصريحات تأتي في وقت تقترب فيه ذكرى مرور سنة على تمزق أوكرانيا بين الموالين لروسيا والموالين لأوروبا، وبعد مرور ثمانية أشهر على التدخل الروسي في تلك الجمهورية السوفييتية السابقة وضم شبه جزيرة القرم بشكل نهائي إلى روسيا، هذا فضلاً عن استمرار النزاع المسلح في شرق أوكرانيا نفسها حتى الآن. وعلى رغم كل هذا لا يتردد بعض الساسة الأوروبيين ذوي الميول المؤيدة لبوتين في إطلاق التصريحات وإبداء المواقف المعجبة بإرادة سيد الكرملين، وقدرته على رفع قفاز التحدي في وجه أوروبا والغرب بصفة عامة. واعتبرت كاتبة الافتتاحية أن تيارات اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا ترى في مواقف «القيصر الجديد» تعبيراً عن سياسات القوة والثقة ولذلك تثير لديها الحنين الإيديولوجي اليميني، بأصعب معانيه. وهذا هو السياق الوحيد الذي يمكن أن نضع في خانته كلام مارين لوبن يوم الجمعة الماضي، حين رفعت هي أيضاً قفاز التحدي بنبرة موالية للروس ومناهضة للأميركيين في وجه واشنطن، قائلة: لسنا كلاب زينة للولايات المتحدة، لنكن أمة حرة وذات سيادة! وطبعاً ليس هذا هو أول غزل سياسي تبديه مارين تجاه توجهات بوتين، لأنها مصنفة سلفاً ضمن خانة فيلق المعجبين به إلى حد بعيد. لوفيغارو حاول الكاتب بيير روسلين في مقال بصحيفة لوفيغارو استشراف أفق ما بعد الانخفاض الراهن في أسعار البترول في الأسواق الدولية، مبرزاً الأسباب الأبرز لهذا الانخفاض وتداعياته المحتملة على بعض الدول المنتجة للنفط المعتمدة على عائداته بشكل كبير. واعتبر الكاتب أن ثمة من المؤشرات ما يدعو الآن للاعتقاد بأن الأسعار ستستقر في النهاية عند حدود 80 دولاراً للبرميل بدلاً من 110 و120 خلال السنوات الماضية. وقد سجل انخفاض بنسبة 25% مقارنة مع أعلى ارتفاع سجل خلال الصيف الماضي، ولذا فقد اتجهت الأسعار لتستقر عند مستوى أسعار 2010. وثمة أسباب كثيرة أدت إلى هذا الانخفاض المحدود ولكن المؤثر، وفي مقدمتها طبعاً سوء حال الاقتصاد العالمي، وضعف الطلب، وتماسك أسعار الدولار. وكذلك رغبة بعض أهم الدول المصدرة في استقرار الأسعار عند 80 دولاراً لجعل الاستثمار في الغاز الصخري الأميركي -المنافس- خياراً غير جذاب من الناحية الاقتصادية. وفي الأخير اعتبر الكاتب أن انخفاض الأسعار يحمل، على كل حال، أخباراً غير سارة لدول مثل روسيا وإيران وفنزويلا وليبيا والعراق، لأنها تعتمد أساساً على النفط في دعم ميزانياتها بشكل كامل، ولا تكاد تمتلك أية بدائل أو خيارات أخرى قادرة على تعويض انخفاض محسوس لأسعار الذهب الأسود. إعداد: حسن ولد المختار