شهدت اجتماعات «الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي» في دورتها المئة والإحدى والثلاثين في جنيف مؤخراً، حدثاً يعكس التقدير الدولي لرجاحة السياسة الإماراتية في مجال تعزيز مشاركة الشباب في العمل السياسي، إذ تم انتخاب فيصل عبدالله الطنيجي، رئيساً لمنتدى البرلمانيين الشباب لمدة عامين. والطنيجي عضو بالمجلس الوطني الاتحادي، وعضو مجموعة الاتحاد البرلماني الدولي للشعبة البرلمانية الإماراتية، وليكون بذلك أول رئيس لمنتدى البرلمانيين الشباب. وكان «المجلس الوطني الاتحادي» أكد خلال مشاركته في المؤتمر الأول للبرلمانيين الشباب، على التوجه الإماراتي نحو تنمية الشباب وإشراكهم في الحياة السياسية، وذلك منذ نشأة دولة الاتحاد في مطلع السبعينيات من القرن العشرين، تلبية لرؤية القيادة الحكيمة بالدولة، حول أهمية دور الشباب في بناء وطنهم وتنميته، وأهمية إشراك أصحاب الكفاءات العلمية المواطنة في العمل التنموي المتواصل. وفي ظل هذا النهج، تتبنى دولة الإمارات العربية المتحدة مبدأ إشراك الشباب في العملية التنموية بمختلف قطاعاتها، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها، لتجعل من نفسها نموذجاً مميزاً لتعزيز مشاركة الشباب والشراكة المجتمعية بشكل عام. هذا النموذج الإماراتي يستمد منهجه من الثقافة والهوية الوطنية، النابعة من القيم الإسلامية والإماراتية الأصيلة، التي تظهر معالمها من خلال شواهد عدة، نذكر بعضها على النحو التالي: أولاً: تنشئة أجيال المستقبل، الناشئة والشباب، على مفاهيم المسؤولية والثقة بالنفس منذ الصغر، وتهيئتهم للتفاعل مع القضايا الحيوية التي تمس مجتمعهم ومحيطهم الإقليمي والدولي. وفي هذا الإطار، تتبنى الدولة سياسات مثل تشكيل برلمانات الأطفال، ويعتبر مجلس شورى أطفال الشارقة الذي تم تشكيله في عام 1997 من أبرزها، وإطلاق مبادرة برلمان المدارس بدعم من المجلس الوطني الاتحادي، بهدف تهيئة هذه الأجيال لتحمل المسؤولية في المستقبل، ورفع مستوى معارفهم بشأن القضايا المحلية، وصقل مهاراتهم وبناء شخصياتهم القيادية، وترسيخ مبادئ الحوار البناء في سلوكياتهم، وتمكينهم من إبداء رأيهم حول القضايا المجتمعية. ثانياً: إطلاق مبادرات إعداد القيادات الشابة، وذلك من خلال البرامج التأهيلية والتدريبية على غرار برنامج قيادات حكومة الإمارات، الذي يعطي الجهات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، فرصة ترشيح عدد من الكفاءات المواطنة للالتحاق بالبرنامج، لإعداد كوادر قيادية متميزة تسهم في مساعدة المشاركين على الارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم القيادية، دعماً لمسيرة التطوير نحو تحقيق رؤية الإمارات 2021، من خلال تأهيل الكوادر الإماراتية عبر برامج تدريبية على أسس علمية، ووفق أرقى وأفضل الممارسات العالمية. ويصب في هذا التوجه أيضاً «برنامج الإمارات للقيادات النسائية» الذي تنظمه «مؤسسة دبي للمرأة»، بالتعاون مع «برنامج محمد بن راشد لإعداد القادة»، ويضطلع بتعزيز القيادات النسائية الإماراتية، وزيادة مشاركتها في مواقع اتخاذ القرار، وتزويدها بالخبرة والمعارف اللازمة. ثالثاً: يمثل تعيين الكوادر الشابة في مناصب قيادية في الحكومة الإماراتية أحد أبرز شواهد اهتمام الدولة، ممثلة في القيادة الرشيدة، بمشاركة الشباب في الحياة السياسية، وقد شهدت الدولة في مارس 2013 تعديلاً وزارياً شهد ضم أربعة وجوه شابة إلى الحكومة، وهي الخطوة التي أسهمت بقوة في إنجاح التجربة الإماراتية في تفعيل المشاركة السياسية، وتحفيز وتشجيع الطاقات الشابة لخدمة المجتمع الإماراتي ودعم مسيرة التطور والنهضة به، تحقيقاً للتطلعات والطموحات الوطنية بالوصول إلى مصاف الدول المتقدمة على كل الصعد والميادين.