فاز الحزب القومي الهندوسي الحاكم يوم الأحد في انتخابات ولايتي «مهاراشترا» و«هاريانا»، ما أعطى دفعة قوية لأجندة الإصلاح الاقتصادي لرئيس الوزراء «ناريندرا مودي». كما عزز الأداء القوي لحزب «بهاراتيا جاناتا» المحافظ من سيطرة «مودي» على الهند خلال خمسة أشهر فقط من توليه الحكم، الأمر الذي جعل حزبه هو اللاعب المهيمن في حكومات الولايتين الرئيسيتين. ورحب «أميت شاه»، رئيس حزب «بهاراتيا جاناتا» بالأنصار المبتهجين في مقر الحزب بمدينة نيودلهي يوم الأحد عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات في الولايتين. وقد فاز «بهاراتيا جاناتا» بأغلبية المقاعد في ولاية «هاريانا» الشمالية التي تضم ضواحي العاصمة نيودلهي، وتقريباً بأغلبية المقاعد في ولاية «مهاراشترا»، القوة الاقتصادية الهائلة التي تضم المركز المالي، مومباي. ومودي الذي تولي السلطة في مايو الماضي، بعد أن قاد حزبه لفوز مدوٍ في الانتخابات الوطنية، قاد بنفسه حملة شرسة في الانتخابات الفرعية، حيث تحدث إلى عشرات من الحشود في الولايتين. وكان لرسالته عن الانتعاش الاقتصادي، والحكم النزيه، والفخر القومي صداها بين الهنود الذين يضيقون ذرعاً بالفساد والمحسوبية اللذين يمثلان السبب وراء تباطؤ النمو في البلاد. وقد فاز حزب «بهاراتيا جاناتا» بـ47 مقعداً من أصل 90 مقعداً في ولاية «هاريانا»، حيث لم يسبق له أن فاز بأكثر من 10 بالمائة، وكان من المتوقع أن يفوز بـ122 مقعداً من أصل 288 في ولاية «مهاراشترا»، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف سجله السابق، وفقاً لتوقعات صحيفة «تايمز أوف انديا». هذا يعني أن الحزب سيتعين عليه تشكيل ائتلاف حاكم مع حزب صغير آخر أو حزبين، رغم أنه كان من المرجح أن يرشح الوزير الأول، أعلى منصب في الدولة. ومن جانبه، ذكر «مادهاف بهانداري»، المتحدث باسم حزب «بهاراتيا جاناتا» في ولاية «مهاراشترا»، أن إضافة ولايتين هامتين أخريين تمثل دفعة كبيرة من شأنها مساعدتنا على تنفيذ سياساتنا بطريقة سلسة. وكانت النتائج في ولاية «مهاراشترا» مثيرة للإعجاب بشكل خاص لأنها جاءت بعد أسابيع فقط من فض الحزب لتحالف دام 25 عاماً مع حزب «شيف سينا» اليميني الهندوسي. وقد راهن قادة «بهاراتيا جاناتا» على أن التأييد الشعبي لـ«مودي» كان قوياً بما يكفي لدرجة أنهم ليسوا بحاجة إلى «شيف سينا»، الذي كان شريكاً بارزاً في التحالف. وقال «إيه كي فيرما»، رئيس قسم العلوم السياسية في كلية «كرايست تشيرش» (أو كنيسة المسيح) في مدينة «كانبور» الشمالية، أن «مثل هذا التفويض، وهو إشارة واضحة للموافقة على شخصيتك وحزبك وسياساتك، سيتيح لك اتخاذ قرارات مغوارة وجريئة». وقد أعلن «مودي» عن خطط لإعادة بناء قطاع الصناعات التحويلية المحتضر في الهند، وتسهيل اللوائح، وفتح حسابات مصرفية للفقراء وتحسين مستوى النظافة والصرف الصحي. لكن بعض المؤيدين يخشون أن جهوده ليست طموحة بما يكفي، وأشاروا إلى أن الهند بحاجة إلى تغيير شامل لتستطيع منافسة الاقتصادات سريعة النمو مثل الصين. ويرى قادة حزب «بهاراتيا جاناتا» أن هذا الفوز سيعطي «مودي» مزيداً من الحرية لتجربة مبادرات اقتصادية في دولة يتحمل المسؤولون فيها الكثير من أعباء تنفيذ السياسات. ورغم أغلبيته في البرلمان الوطني، فإن «بهاراتيا جاناتا» يسيطر على مجرد حفنة من حكومات الولايات في الهند. وتمثل نتيجة الانتخابات التي أعلنت بعد التصويت الذي أجري الأربعاء، انتكاسة أخرى لحزب «المؤتمر الوطني الهندي»، وهو حزب عائلة «نهرو غاندي» التي حكمت الهند خلال معظم تاريخها كدولة مستقلة. وقد جاء حزب «المؤتمر»، الذي سجل أسوأ أداء له في الانتخابات الوطنية التي أجريت في مايو، في المركز الثالث في كل من الولايتين. وقال المتحدث باسم «بهاراتيا جاناتا» إن «بروز الحزب في ولاية مهاراشترا التي كانت معقل الكونجرس، هو علامة إيجابية كذلك». شاشانك بنجالي -نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»