بدأت شركة «آبل» في تجميع وأرشفة مواقع مستخدمي أجهزتها وتسجيل رؤوس العناوين التي يطبعونها بوساطة لوحة المفاتيح عندما يهمّون بالبحث عن الملفات باستخدام أحدث نظام لتشغيل أجهزة «ماك». وواجه الإعلان عن هذه الوظيفة الجديدة غضباً عنيفاً ضد الشركة رغم حرصها على توصيف نفسها بأنها رائدة الحفاظ على الخصوصية الشخصية لمستخدمي أجهزتها. وتعد الوظيفة الجديدة جزءاً مضافاً إلى محرك «Spotlight» للبحث عن المحتويات الرقمية المختزنة في أجهزة «آي فون» و«آي باد» و«آي بود تاتش». ويتم الدخول إليه بمسح الشاشة اللمسية إلى الأسفل فتظهر صفحة محرك البحث المحلي الخاص بأجهزة «آبل». وتكشف نافذة تظهر على الشاشة خصائص وفوائد النظام الجديد، ومن ذلك أنها تخبر المستخدم بأن جمع البيانات المكانية حول الجهاز الذي يستخدمه يمكنه أن يضمن تقديم نتائج «ذات علاقة أكثر صلة به». لذلك فقد طفت على السطح مجدداً مشكلة الحفاظ على الخصوصية بعد أن اتضح أن المستخدمين لن يكون بوسعهم التعرف على نوعية المعلومات المكانية التي يتولى النظام الجديد جمعها، خاصة أنه لا يتيح للمستخدم فرصة إيقافه عن البث المتواصل للبيانات إلى شركة «آبل». وتقول الشركة إن هذا التطور الجديد هو جزء من منظومة تكنولوجية متكاملة تهدف إلى مكاملة الأجهزة الفردية مع خدمات «الحوسبة السحابية عن بعد»، والتي تعني ببساطة حفظ الملفات المتنوعة في موقع الشركة بدلا من حفظها على سطح المكتب للكمبيوتر الشخصي. ولا شك أن مشكلة الخصوصية مهمة جداً. ورغم أن أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية ومشغلات الموسيقى، تستأثر بأنظمة حماية متزايدة الفعالية بمرور الأيام، فإن «خدمات الحوسبة السحابية عن بعد» أثبتت أنها الأكثر تعرضاً للقرصنة والهجمات الإلكترونية الخارجية. وهذا ما حدث بالفعل عندما تمكن بعض قراصنة المعلومات من اختراق ملفات مشاهير نجمات هوليوود وسرقوا صوراً مهمة من حساباتهم على نظام «خدمة آبل آي كلاود» الصيف الماضي. وكانت ردود الأفعال على إطلاق النظام الجديد أكثر عنفاً على موقع «تويتر» حيث قالت واحدة من المنتقدين إن هذا التطور «أساء لوضعية آبل باعتبارها الشركة التي تحتل موقعاً متزايد الأهمية في مجال حماية خصوصية المستخدم لأجهزتها عندما طرحت طريقة جديدة للكتابة في أجهزتها المحمولة الأكثر شعبية مثل آي فون، والتي جعلت من العسير حتى على شرطة الأدلّة الجنائية الدخول إلى ملفاتها». وتساءل أحد المغرّدين على تويتر: ما الذي تفعله آبل بهذه البيانات؟ وقال «ج. فوللير»، الرئيس التنفيذي لشركة «بلوزيبل لابس» لصناعة البرمجيات في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لو نظرنا إلى نظام التشغيل آبل يوسمايت، فسنرى أن آبل لا تتوانى عن جمع أكثر البيانات تكاملاً وتفصيلاً حول زبائنها عندما يدخلون شبكة الإنترنت أو يتعاملون مع محركها للبحث سبوتلايت. صحيح أن الشركة تستخدم هذه البيانات من أجل اكتشاف أكثر الأساليب التكنولوجية تطوراً في مجال ابتكار الخدمات والوظائف الجديدة التي تدرّ عليها الربح الوفير بدلا من بيعها لطرف ثالث هي شركات الإعلان، إلا أنها لا زالت على أي حال تجمع المعلومات والبيانات الشخصية المتعلقة بنا». إلا أن مسؤولي آبل قالوا الاثنين بأن جمع البيانات ليس المقصود منه إلا الرفع من نوعية البحث عبر المحرك «سبوتلايت»، لا أكثر ولا أقل، وذلك لأنه يمثل الوظيفة الأساسية لكل من أجهزة الكمبيوتر الشخصي «آي ماك» وأجهزة «آبل» المحمولة مثل «آي فون» و«آي باد». وقالوا إن البيانات التي يسجلها المستخدم أثناء العمل على هذه الأجهزة لا تستخدم في إضافة معلومات إلى السيرة الذاتية له كما لا يتم إرسالها إلى شركات الإعلان. وظهر بوضوح للمحللين أن «آبل» كانت تعمل بكل جد خلال الأشهر الأخيرة على تمييز نفسها عن منافسيها، وعلى رأسهم شركتا «جوجل» و«فيسبوك» اللتان تعتمدان على جمع المعلومات من مستخدمي محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي لتنشيط أعمالهما الإعلانية وتحقيق أقصى العوائد الممكنة. أشكان سلطاني وكريج تيمبيرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»