ليس للاجئين في مخيم «ملكال» بجنوب السودان ترف التوقي، والحرص الزائد عن الحد على نظافة المأكل والمشرب والمسكن، واتخاذ اللازم لمنع انتشار العدوى بالأمراض! ففي «سوق» مفتوح على ذباب المستنقعات وسحب الغبار، جلست هؤلاء النسوة يعرضن للبيع بعض الأكلات المحلية السريعة، وأغلبها فستق، أو فول سوداني، أو ذرة مشوية.. لكن دون تحرز فيما يخص نظافة البضاعة، لاسيما أنه لا وجود لأي نوع من الرقابة الصحية هنا. ففي هذا المكان تغيب السلطة، والجهة الرسمية الوحيدة هي بعثة الأمم المتحدة التي أقامت المخيم، وتتولى توفير بعض الاحتياجات الأساسية لسكانه، وقد أعلنت البعثة الأسبوع الماضي أن اثنين من موظفيها خطفا على أيدي 20 مسلحاً، وطالبت بالإفراج عنهما. أما حكومة جنوب السودان، فشهدت انشقاقاً داخلياً كبيراً بعد أقل من ثلاثة أعوام على قيام الدولة الجديدة التي بدت لدى انفصالها عن السودان عام 2011 واعدة وموعودة بمستقبل حالم، بيد أن الحلم سرعان ما تحول إلى كابوس كانت عمليات التصفية العرقية والقتل على الهوية أحد تجلياته، وحياة النزوح الجماعي إحدى مآلاته! (أ ف ب)