رغم ممارسة تنظيم «داعش» لكل أشكال العنف والإرهاب البشع ضد الإنسانية بشكل عام والمرأة بشكل خاص، حيث يجيز هذا التنظيم خطف وسلب النساء وقطع رؤوس النساء اللائي يحملن السلاح ضد التنظيم، وبيعهن في الأسواق وإرغامهن على ممارسة الجنس أو الزواج من الجهاديين الإسلاميين. إلا أن التقارير الصحفية الغربية تشير إلى انخراط المئات من النساء والفتيات الغربيات في التنظيم الإرهابي، وتؤكد التقارير أن هنالك فتيات لا تتجاوز أعمارهن 15 سنة يسافرن إلى سوريا عبر تركيا للزواج من المسلحين الجهاديين، والبعض منهن يحملن السلاح. وقد استطاع التنظيم الإرهابي استقطاب 100 مراهقة أوروبية وأميركية إلى الرقة في سوريا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ممارسة العنف والإبادة لم تقتصر على التنظيمات السنية، مثل «داعش» و«النصرة»، بل امتد الإرهاب والعنف ضد المرأة إلى المليشيات الشيعية في العراق، والتي مارست الإرهاب والقتل واعتقال الرجال والنساء والأطفال على الهوية، وذلك في القرى والمدن والأحياء السنية في العراق. فتقرير منظمة العفو الدولية أكد ووثق الجرائم والفظائع التي ارتكبتها المليشيات الشيعية، مثل تنظيم «بدر» و«كتائب الخزعلي» و«حزب الله» العراقي و«سرايا السلام» الصدرية.. وكانت النساء المسيحيات من أوائل ضحايا المليشيات الشيعية.. والسؤال الذي يحيرنا هو: لماذا تنخرط النساء في تنظيم «داعش»، رغم كل صور البشاعة التي يرتكبها هذا التنظيم ضد البشرية والنساء؟ لا نعرف كل الأسباب والدوافع التي تجعل النساء يهرولن إلى من يخنقهن ويقتلهن! الأمر المؤكد أن هذا التنظيم الإرهابي لديه وسائل حديثة لخداع الشباب من كل أنحاء المعمورة، ومنهم الفتيات القاصرات والمراهقات الغربيات، وذلك عن طريق وسائل الاتصال الاجتماعية، حيث يعد التنظيم الفتيات الحالمات بالزواج وخوض تجربة فريدة في بلدان الشرق العربي، مما يدفع بالمراهقات الغربيات للذهاب إلى سوريا. فالمراهقة النمساوية «سامرا كيزنيوفيتش» ذات 16 سنة، والتي عرفت بأنها ملكة جمال مقاتلات «داعش»، اتصلت بعائلتها في فيينا تخبرهم بأنها تتعرض لأبشع أنواع التعذيب والاغتصاب، وأن كل المقاتلين ضاجعوها دون رحمة أو شفقة. وكشفت في اتصالها أنهم يمارسون الجنس معها حتى أثناء دورتها الشهرية. علينا أن نعتز ونفخر بالنساء العربيات والمسلمات، وتحديداً المرأة الكردية البطلة التي أثبتت على أرض الواقع والممارسة أنها قادرة وقوية في الدفاع عن وطنها وشرفها ضد الإرهابيين من «داعش»، فهنالك أكثر من 500 امرأة كردية يقاتلن مع إخوتهن الأكراد في المناطق الكردية على الحدود السورية التركية. وأخيراً نستغرب من سكوت الجمعيات النسائية العربية، وتحديداً الإسلامية منها، على الجرائم التي ترتكبها «داعش» ضد المرأة بشكل عام والنساء من الأقليات المسيحية والإيزيدية بشكل خاص.. حيث يعتبر هذا التنظيم الإرهابي النساء غنائم حرب لمقاتليه، وقد قام ببيع البعض منهن كسباياً وعبيد، أو أجبرهن على ممارسة الجنس مع الجهاديين! هل سكوت النساء العربيات على جرائم «داعش» ضد المرأة والأقليات الدينية يعود إلى غياب الوعي أو إلى غياب الحس الإنساني أم كليهما.. وهذه هي المصيبة؟!