«تطبيع أميركي» مع إيران.. ونفاق في معاملة اللاجئين الأفارقة هل تتجه إدارة أوباما إلى تطبيع علاقاتها مع إيران؟ وكيف تنظر تل أبيب إلى قطاع غزة، خاصة بعد مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار؟ وماذا عن النفاق الإسرائيلي في التعامل مع اللاجئين الأفارقة؟ وكيف تستعد تل أبيب لمواجهة إيبولا؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية. سياسة قاتلة! تحت عنوان «عيب قاتل في تهدئة أوباما مع إيران»، نشرت «يديعوت أحرونوت» أول أمس مقالاً لـ«شعولا رمانو»، استنتجت خلاله أن الرئيس الأميركي يبدو أنه اتخذ قراره بتطبيع العلاقات مع طهران، معتبراً أن ذلك أكثر أهمية للمصالح الأميركية مقارنة باستراتيجية منع إيران من التحول إلى دولة نووية. الكاتبة، وهي محامية إسرائيلية ترى أن صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت في الآونة الأخيرة تقريراً مفاده أن إدارة أوباما تراجعت عن مطلبها المتمثل في تفكيك أجهزة الطرد المركزية الإيرانية واستبدلته بمجرد فصل هذه الأجهزة، هذا يعني أن الرئيس الأميركي وافق على ترك إيران تحتفظ بقدرتها على التخصيب النووي دون أن تقدم طهران له أي شيء. فالإيرانيون يستطيعون في وقت قصير إعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزية، واستئناف العمل من أجل حيازة سلاح نووي. هذا الموقف يأتي- حسب الكاتبة- بعد سلسلة من تنازلات أميركية من طرف واحد تجاه إيران منذ بداية التفاوض مع الأخيرة حول برنامجها النووي. لكن التصرف الأميركي يبدو غير منطقي خاصة أن واشنطن بدأت المفاوضات من مركز قوة، وضغطت على طهران اقتصادياً. ومنذ 27 سبتمبر الماضي، بدا واضحاً أن الولايات المتحدة، تصرفت بضعف على أمل الحصول على تنازلات إيرانية عبر المفاوضات. من جانبه صرّح «فيليب جوردون» منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط أمام المجلس الوطني الأميركي- الإيراني بأن «الاتفاق النووي مع إيران قد يستغرق تمريره أجيالاً، وقد يؤدي إلى علاقات جديدة بين البلدين وسيخفض التوتر بين إيران وجيرانها ويعديها إلى موقعها الصحيح في المجتمع الدولي. وبينما تمسكت الولايات المتحدة منذ بداية المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى بأن ما يريح طهران هو رفع العقوبات، تحدث «جوردون» عن الاتفاق النووي كجزء من عملية تطبيع وليس غاية في حد ذاتها من وراء تحول استراتيجي في سياسة أوباما تجاه إيران. وبحسب الكاتبة، يعتقد الرئيس الأميركي أنه الوحيد الذي يستطيع دفع إيران نحو «التمدين» وتسهيل عودتها للأمم المتحضرة. لا يمكن تجديد العلاقات بين إيران والولايات المتحدة قائدة العالم الحر، مثلما كان من المستحيل إبرام علاقات ودية بين ألمانيا النازية وبريطانيا الديمقراطية إبان فترة حكم ونستون تشيرشيل، صحيح أنه يمكن تحسين العلاقات، لكن لن تكون هناك صداقة بين الطرفين. وتشير الكاتبة إلى الداخل الإيراني، فمنذ وصول حسن روحاني الذي تم وصفه بالمعتدل، تم إعدام قرابة ألف إيراني من دون محاكمة، وصرّح أحمد شهيد محقق الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في إيران بأن هناك قضايا عدة حول التعذيب والاغتصاب في إيران. المحادثات الخاصة ببرنامج إيران النووي، ينبغي أن تتضمن رعاية إيران للإرهاب، حسب تقارير وزارة الخارجية الأميركية، وتقديم الدعم المالي والعسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة وكذلك «حزب الله» اللبناني و«الحوثيين» في اليمن والشيعة في البحرين. السلام وإعمار غزة يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «إعادة إعمار غزة لا علاقة لها بمحادثات السلام»، نشرت «يديعوت أحرونوت» مقالاً لـ «جيورا إيلاند»، توصلت خلاله إلى استنتاج مفاده أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وصلت إلى طريق مسدود ليس بسبب غزة أو «حماس»، بل نتيجة فجوة هائلة بين الطرفين بشأن مستقبل الضفة الغربية. وحسب «إيلاند»، الرئيس السابق لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي، فإن مؤتمر إعادة إعمار غزة شهد محاولات من المتحدثين فيه بمن فيهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، لربط المؤتمر باستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى اتفاق دائم. المتحدثون في المؤتمر تحمسوا ودعوا إلى تطوير مبادرة السلام العربية، مستندين في ذلك إلى تصريحات غامضة أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأمم المتحدة. الكاتب يرى أن ثمة خلطا مربكا بين ثلاثة أمور: إعادة إعمار غزة واستئناف مفاوضات السلام، والمبادرة العربية للسلام. والسؤال: ما هي السياسة الفضلى بالنسبة لقطاع غزة؟ فإسرائيل ليس لديها مصلحة اقتصادية أو سياسية في القطاع ولا أطماع تتعلق بالأرض، ومكانة السلطة الفلسطينية داخل القطاع هي مسألة داخلية فلسطينية، أو شأن عربي ودولي وليس قضية تهم الإسرائيليين، وفي قطاع غزة لدى إسرائيل مصالح أمنية تتمثل في تهدئة دائمة وتدمير قدرة «حماس» على استعادة إمكانياتها العسكرية. ويرى «إيلاند» أنه رغم غياب إسرائيل عن مؤتمر القاهرة المعني بإعادة إعمار غزة، فإنه يتعين على تل أبيب أن تبدي كرمها وتوافق على توسيع أنشطتها الاقتصادية مع القطاع بما في ذلك مد شبكات الكهرباء والغاز والمياه. وبمقدور إسرائيل الموافقة على إعادة بناء ميناء غزة في المرحلة الثانية بحيث يكون بناؤه مرتبطا بتدشين آلية لمنع تسليح القطاع. ولا يستوعب الكاتب الربط الذي يقوم به البعض بين الاتفاق على إجراءات معينة في غزة يعتمد على استئناف المفاوضات، ويستغرب من الدعوة لحل «الدولتين» الذي يعتمد على إطار مُني بالفشل قبل عشرين عاماً. أما المبادرة العربية المطروحة منذ عام 2002، فهي تتضمن اعتراف جميع الدول العربية بإسرائيل فقط بعد انسحابها إلى حدود 1967، وهذا لا يعني الانسحاب الكامل من الضفة الغربية فقط بل أيضاً من مرتفعات الجولان.. ويتساءل الكاتب: هل يعتقد أحد أن إسرائيل تستطيع الانسحاب الكامل من الجولان؟ ويخلص إلى قناعة بأن المبادرة العربية بإطارها الحالي لا تصلح للسير في اتجاه مباحثات جادة مع إسرائيل. وهذا يقود الإسرائيليين إلى استنتاجين أولهما: ينبغي التعامل مع غزة كقضية منفصلة والقبول بأي اتفاق بشأنها لا يتعارض مع مصالح إسرائيل الأمنية. وثانيهما: استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية من خلال محادثات مباشرة، أو كجزء من اتفاق إقليمي يتطلب منا طرح أفكار جديدة. نفاق مع اللاجئين في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان «ينبغي لإسرائيل وقف ضغوطها على طالبي اللجوء»، أشارت «هآرتس» إلى أن المحكمة الإسرائيلية العليا ألغت الشهر الماضي تعديلا كان قد أجري في وقت سابق على قانون مكافحة التسلل، وقررت إغلاق منشأة «حولوت» المخصصة لاحتجاز اللاجئين الأفارقة، ورد وزير الداخلية الإسرائيلي على ذلك قائلاً بأن قرار المحكمة سيسمح للاجئين المحتجزين في منشأة «حولوت» من دون محاكمة، بمغادرة إسرائيل بمحض إرادتهم. الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى منع طالبي اللجوء من الوصول إلى المدن الرئيسية والحيلولة دون استقرارهم فيها أو تسوية أوضاعهم داخلها، وبدلاً من ذلك يتم احتجازهم وتلبية احتياجاتهم داخل منشأة «حولوت». وترى الصحيفة أن محاولة الضغط على اللاجئين الأفارقة كي يغادروا إسرائيل تكشف سياسات حكومية غير قانونية تنطوي على النفاق، فمن ناحية لا تقوم تل أبيب بترحيل اللاجئين إلى إرتيريا والسودان، وهي بذلك لا تنتهك المبادئ الدولية في التعامل مع اللاجئين، التي بمقتضاها لا يتم ترحيلهم إلى أماكن تُشكل خطراً عليهم. ومن ناحية أخرى، تحتجز إسرائيل هؤلاء اللاجئين وتقيد حريتهم. الاستعداد لإيبولا تحت عنوان «مطار بن جوريون يجري تدريبات على فحص القادمين والتأكد من عدم حملهم مرض إيبولا»، أشارت «جيروزاليم بوست» في تقرير أعده «جودي سيجال» و«حرب كينون»، إلى أن تدريبات من هذا النوع جرت في المطار صباح أمس، لفحص القادمين من بلدان انتشر فيها المرض، التدريب تضمن استجواب القادمين وإجراء تجربة على إخلاء أحد المصابين بالوباء. وزارة الصحة الإسرائيلية تقرر إخلاء وعزل المسافرين الذين زاروا خلال ثلاثة أسابيع بلداً انتشر فيه الوباء أو في حالة كان المسافر يعاني حمى، ودرجة حرارته وصلت إلى 38 درجة مئوية. وحسب التقرير ستقوم السلطات الإسرائيلية بفحص القادمين من ليبيريا وغينيا وسيراليون. الوباء أودى حتى الآن بحياة 4 آلاف شخص معظمهم من غرب أفريقيا. الصحيفة أشارت في تقرير لها يوم 5 أكتوبر إلى أن إسرائيل أوفدت ثلاثة فرق طبية إلى غرب أفريقيا، وهؤلاء مزودون بعيادات طوارئ متنقلة. وثمة فريق طبي أرسل إلى الكاميرون، وأرسلت وزارة الصحة الإسرائيلية تجهيزات طبية إلى سيراليون. إعداد: طه حسيب