رغم الضربات الجوية المستمرة على معاقل «داعش» في العراق وسوريا يبدو أن التنظيم الإرهابي ما زال يحقق تقدماً في العراق، وذلك وفقا للتقارير الأخيرة القادمة من الأنبار التي أكدت بسط «داعش» لسيطرتها على مجموعة من البلدات في المحافظة العراقية، ما يعني أنه من الضروري تقييم الحملة الجوية التي تقودها أميركا والتفكير جدياً في إرسال قوات برية، وإذا كان التعويل حالياً منصباً على إقناع تركيا بالمشاركة الفعالة في المجهود الحربي وتحريك قواتها الرابضة على الشريط الحدودي مع سوريا نحو مدينة كوباني، تظل أنقرة ملتزمة بموقف المتفرج، فيما المدينة مهددة بالسقوط في أي لحظة، فالخطر الذي يمثله التنظيم لا يقتصر على سوريا والعراق، بل قد يمتد إلى داخل الأراضي التركية إن هو تقوى مع الزمن واستطاع تكريس نفوذه في المنطقة، ما يعني أن تركيا إذا لم تتدخل اليوم فهي ستضطر لفعل ذلك غداً، لكن من جهة أخرى يتعين على الغرب أن يتفهم المطالب التركية، وأن يقطع الطريق على نظام الأسد الذي أوغل في الدم السوري على امتداد السنوات الثلاث الماضية، مخلفاً أكثر من مائتي ألف قتيل، لم يعد هناك من مجال للتنسيق معه أو إعادة تأهيله، بل يتعين التعامل معه على نفس درجة المساواة مع «داعش» فهو لا يقل عنها بطشاً وتنكيلا بالسوريين. توفيق الزايدي