لم يقتصر دعم سمو الشيخة فاطمة لقضايا المرأة والطفل، على الإمارات التي أصبحت تقدم نموذجاً عالمياً ناجحاً ومتميزاً في تمكين المرأة ورفعتها وتقدمها، وإنما امتد إلى الساحتين العربية والدولية _ _ _ _ تمثل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، مصدر فخر واعتزاز للمرأة الإماراتية والعربية، وللمرأة على مستوى العالم كله، في ضوء الدور الرائد الذي قامت - وماتزال تقوم به سموها - في دعم قضايا المرأة، والدفاع عن حريتها وكرامتها الإنسانية، وتعزيز مكانتها ودورها في المجالات كافة، لا في دولة الإمارات المتحدة العربية المتحدة فحسب، بل على الصعيدين العربي والدولي أيضاً، وهو دور حظي على الدوام بالتقدير والإشادة والعرفان على المستويين الإقليمي والدولي، وتجسدت أحدث مظاهر هذا التكريم في اختيار مجلة «فوربس - الشرق الأوسط»، سموها «شخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي» لعام 2014، تكريماً لسموها، وما تمثله من نموذج يحتذى به في العطاء والمسؤولية، ودورها الثقافي والتنموي الريادي في تعزيز مكانة المرأة، ومساندة حضورها في المجتمع محلياً وعربياً ودولياً. هذا التكريم ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير في السجل المشرف لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، وهو الحافل بالإنجازات والمبادرات والعطاءات التي تهدف جميعها إلى الارتقاء بالمرأة، وتعزيز مكانتها ودورها الإنساني والمجتمعي. فقد نالت سموها أكثر من 500 جائزة ووسام وشهادة تقدير محلية وإقليمية ودولية؛ تكريماً لجهودها وإسهاماتها البارزة في مجال العمل الإنساني وخدمة المرأة،؛ ومن ذلك على سبيل المثال: تكريم سموها من ست منظمات تابعة للأمم المتحدة؛ تقديراً لجهودها في دعم قضايا المرأة ومحو الأمية، ورعاية الأمومة والطفولة، وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين والأيتام عام 1997، وحصول سموها على ميدالية ماري كوري، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو» عام 1999؛ تقديراً لجهودها في المجالات الثقافية والإنسانية. كما حصلت سموها في مارس 2003، على جائزة الشخصية النسائية الرائدة، من منظمة أثينا الدولية للريادة النسائية في العالم، وهي أعلى الجوائز العالمية في الريادة النسائية، في سابقة هي الأولى من نوعها التي تقدم فيها هذه الجائزة لقيادة نسائية من الشرق الأوسط، كما حصلت سموها على الدرع التذكارية لمنظمة الأمم المتحدة في التاسع من شهر مارس عام 2011، وعلى شهادة تقدير خاصة من منظمة الأمم المتحدة عام 2007، وشهادة تقدير أخرى من صندوق الأمم المتحدة للمرأة (اليونيفيم) عام 2007، فيما نالت سموها ميدالية منظمة الأسرة الدولية لعام 2007، وجائزة المنظمة العالمية للأسرة لعام 2012. إن هذا التكريم المستحق لـ«أم الإمارات»، هو ثمرة طبيعية للجهود الدؤوبة والمتواصلة التي تبذلها سموها بدعم من قيادتنا الرشيدة، حفظها الله؛ للارتقاء بمكانة المرأة، والعمل على تمكينها وتوفير البيئة الملائمة التي تساعدها على القيام بأدوارها في خدمة المجتمع والمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة، وهي جهود كان لها الأثر الكبير في التقدم الذي حققته المرأة الإماراتية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والذي تؤكده العديد من المؤشرات الموضوعية؛ فالمرأة أصبحت اليوم تشكل نحو 43% من حجم قوة العمل، ونحو 66% من القوة العاملة في القطاع الحكومي مع نسبة تصل إلى نحو 30% في المناصب القيادية، فيما بلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات أكثر من 13 ألف سيدة، يسهمن في أكثر من 20 ألف شركة. ووفقاً لقائمة مجلة «أرابيان بيزنس» لأقوى 100 سيدة عربية، فإن هناك نسبة 20% من سيدات الأعمال الإماراتيات ضمن هذه القائمة في عام 2011. كما تصدرت الإماراتيات قائمة أقوى 200 سيدة عربية لعام 2014؛ وفقاً للقائمة التي أعلنتها مجلة «فوربس - الشرق الأوسط»، في عددها الأخير الذي صدر الأسبوع الماضي. وعلى مستوى التعليم، تنامت نسبة الإناث إلى الذكور في التعليم الجامعي، وفي التعليم الثانوي حتى أصبحت من أعلى النسب في العالم، كما تعززت المشاركة السياسية للمرأة، فأضحت بنت الإمارات وزيرة ونائبة في المجلس الوطني الاتحادي ودبلوماسية وقاضية، كما أصبح للمرأة حضورها البارز والمؤثر في صنع التنمية الشاملة في البلاد، عبر المشاركة الكاملة إلى جانب الرجل في مختلف مواقع العمل والإنتاج. وكانت صورة الإماراتية مريم المنصوري وهي تقود الطائرة المقاتلة إف 16 خلال مشاركتها في الحملة الدولية على «داعش»، والتي غزت كل صحف العالم، رسالة واضحة وقوية، تدل على المكانة التي حققتها المرأة الإماراتية بدعم ورعاية مباشرتين من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والقيادة الإماراتية الرشيدة. وقد انعكس ذلك بشكل واضح على مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في كل المؤشرات والتقارير الدولية الخاصة بالمرأة والطفل؛ حيث حصلت الدولة مؤخراً على المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة، وهو صادر عن مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، وجاءت في المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من حيث المساواة بين الجنسين، في التقرير الذي أصدره في شهر أكتوبر عام 2013، «المنتدى الاقتصادي العالمي»، كما تم انتخاب الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لمدة ثلاث سنوات، بدأت مع مطلع العام الماضي 2013، وستستمر حتى عام 2015. ولم يقتصر دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، لقضايا المرأة والطفل، على دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت تقدم نموذجاً عالمياً ناجحاً ومتميزاً في تمكين المرأة ورفعتها وتقدمها، وإنما امتد إلى الساحتين العربية والدولية، وتجسد ذلك في العديد من المبادرات المهمة؛ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: دور سموها المهم والحيوي في إنشاء «منظمة المرأة العربية» عام 2003، ودعم جهودها في خدمة قضايا المرأة والطفل في العالم العربي، وقد كانت مدة رئاسة سموها للمنظمة خلال الفترة 2007-2009، من أبرز سنوات العمل والإنجاز فيها بشهادة المؤسسات المعنية بقضايا المرأة والطفولة والأمومة على الساحة العربية. كما برزت جهودها الدولية في إطلاق سموها في مارس عام 2000، مبادرة إنشاء صندوق المرأة اللاجئة، والعديد من المبادرات الرائدة، التي جعلت من «أم الإمارات»، رمزاً وقدوة على مستوى العالم كله، في مجال دعم قضايا المرأة والطفل، ومصدراً للفخر والاعتزاز للمرأة الإماراتية بشكل خاص، والعربية بشكل عام.