أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، (الفاو)، مؤخراً، من مكتبها في العاصمة أبوظبي، تقريراً عن حالة الأمن الغذائي في العالم، تحت عنوان «حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2014: لمحة عن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا». وأشارت المنظمة في تقريرها إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الأمن الغذائي العالمي الآن، وقالت: «إن هناك نحو 805 ملايين شخص حول العالم يعانون نقصاً مزمناً في التغذية. وهو الوضع الذي يُـتوقع أن يزداد سوءاً في المستقبل»، إذ تشير تقديرات المنظمة في موضع آخر، إلى أن العالم سيكون مطالباً بزيادة إنتاج الغذاء بمقدار 70% بحلول عام 2050؛ من أجل تجنب انتشار مظاهر الجوع والفقر بين سكانه. ولمواجهة التحديات الراهنة والتهديدات المستقبلية للأمن الغذائي العالمي، أكدت «الفاو» أهمية بذل المزيد من الجهد، وقالت: «إن هناك حاجة ملحة لقيام الدول المانحة بتقديم المزيد من المساعدات والمنح الإنمائية»، وفي هذا الصدد أشاد آد سبيكرز، كبير مستشاري منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ممثل المنظمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالجهود التي تقوم بها الإمارات في خفض نسبة الجوع، سواء تعلق الأمر بالوضع المحلي بين سكان الدولة أو كان ذلك على مستوى سكان العالم أجمع. فدولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في تحقيق الهدف الأول ضمن «الأهداف الإنمائية للألفية»، المتمثل في «القضاء على الفقر المدقع والجوع‏» ?بين ?سكانها، ?واستطاعت ?خفض ?نسبة ?الجياع ?بينهم، ?وحافظت ?على ?مستوى ?نقص ?التغذية ?بين ?السكان ?أقل ?من ?5% ?منذ ?عام ?1990، ?كما ?أنها ?تتعاون ?مع ?منظمة «?الفاو» ?لتنفيذ ?مشروعات ?جديدة؛ ?من ?أجل ?تحقيق ?المزيد ?من ?التحسن ?في ?مؤشرات ?أمنها ?الغذائي ?الوطني، ?عبر ?تحسين ?إدارة ?الموارد ?الزراعية، ?وحل ?مشكلات ?شح ?المياه، ?والوصول ?إلى ?أفضل ?الطرق ?لإدارة ?مزارع ?النخيل، ?وتطبيق ?أفضل ?الوسائل ?والتقنيات ?الزراعية ?المتعلقة ?بإدارة ?المصائد ?السمكية? . وعلى مستوى دور دولة الإمارات العربية المتحدة في محاصرة ظاهرة الجوع حول العالم، فإن الإمارات تعد الآن، وفق منظمة «الفاو»، واحدة من الدول ذات المساهمة الكبيرة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، إذ تخصص نسبة كبيرة من المساعدات والمنح التي تقدمها إلى الدول الأخرى، والتي تبلغ قيمتها نحو 5.2 مليار دولار سنوياً، لأهداف تتعلق بمحاصرة الجوع، وأنشطة غوث اللاجئين، التي من بينها أيضاً تلبية احتياجاتهم الملحة من الأغذية والأدوية، وغيرها. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قامت مؤخراً بتصنيف الإمارات في المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات الإنمائية الرسمية كنسبة من الدخل القومي الإجمالي، ما يؤكد أهمية دورها في محاصرة المشكلات التنموية في العالم، وليس مشكلات الجوع فقط. هذا الدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة قضايا الجوع والفقر والتحديات التنموية العالمية، الذي تتضح معالمه وتزداد أهميته يوماً بعد يوم، ينطلق من أسس ومبادئ راسخة تقوم على قيم رسخها المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما زال يسير على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- في قيادته الرشيدة لمنظومة من المؤسسات الوطنية، وسياسة خارجية لا تخلو من البعد الإنساني، وهي قيم الرحمة والخير والتسامح، والوقوف إلى جانب الإنسان في ضائقته مهما كان انتماؤه، ومهما كان الوطن الذي يعيش فيه. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.