أمل أميركي في أفغانستان.. وإنفاق عسكري لدحر «داعش» هل يمكن للولايات المتحدة هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي من دون زيادة نفقاتها العسكرية؟ وما هي مهمة الرئيس الأفغاني الجديد «أشرف عبدالغني»؟ وكيف تتفادى شركة «آبل» دفع الضرائب في الولايات المتحدة؟ وما هي أهداف المعارضة في هونج كونج؟ تساؤلات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية خلال الأسبوع الجاري. سياسات مضللة أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة «هارفارد»، «مارتين فيلدشتين»، في مقال نشرته صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الولايات المتحدة لن تتمكن من هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي ما لم تزد نفقاتها الدفاعية، محذراً من أن السياسات المضللة تعني تبدد الخوف من قلوب الأعداء، وتلاشي ثقة الأصدقاء. وأوضح أنه من غير المفاجئ أن أوباما وعد بتقويض وتدمير التنظيم الإرهابي من دون إرسال قوات أميركية محاربة إلى العراق أو سوريا ومن دون زيادة الإنفاق العسكري، لكن ما يحدث في هذه المعركة يعكس أن السياسات الدفاعية الأميركية تسير بغير هدى وتفتقر إلى التمويل. وأشار «فيلدشتين» إلى أن إجمالي عدد المستشارين العسكريين الأميركيين في العراق سيزيد إلى 1700 فقط، في حين تقدر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عدد مقاتلي «داعش»، الذي يرتفع بصورة مطردة، بعشرين ألف مقاتل، مضيفاً: «إن الكونجرس اعتمد 500 مليون دولار إضافية لتمويل مكافحة الإرهاب، وهو ما يقل عن واحد في المئة من إجمالي موازنة الدفاع الأميركية، ومن ثم لا توجد مخصصات لمعركة جوية مستمرة ضد داعش». وفي حين استبعد «فيلدشتين» أن يتحقق حلم زعماء التنظيم بإقامة خلافة، فقد أشار إلى جسامة التهديد الذي تمثله «داعش» عبر مساحات شاسعة من الأراضي في سوريا والعراق، إضافة إلى تحريض حاملي جوازات السفر الأميركية الذين يقاتلون في صفوف التنظيم على ارتكاب أعمال عنف عندما يعودون إلى الولايات المتحدة. وتابع: «إن واشنطن تحارب داعش لتحمي الأميركيين في الداخل وليس فقط الأصدقاء في الشرق الأوسط». ونوّه إلى أن أوباما أدرك أنه يجب تدمير قوات «داعش» في سوريا، لكنه في ضوء اختلاط تلك القوات بالسكان المحليين، سيقتضي فعل ذلك حتماً سقوط خسائر فادحة في صفوف المدنيين، ومن ثم تأمل الولايات المتحدة في مساعدة وحدات الحرس الوطني العراقي والقوات الكردية والمقاتلين السوريين الذين يعارضون «داعش» ونظام بشار الأسد، لكن من غير الواضح كم عدد الذين سينضمون منهم إلى القتال ومدى قدرتهم على حسم المعارك. ولفت الكاتب إلى أن القادة العسكريين، العاملين والمتقاعدين، يحذرون من أنه قد يأتي الوقت الذي يتعين فيه على الجنود الأميركيين الانخراط في المعركة، موضحاً أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن محدود جداً، بعد أن عزفت ألمانيا وتركيا عن المشاركة، وتحفظت دول كثيرة على إرسال قوات. ولفت «فيلدشتين» إلى أن واشنطن خذلت الأوكرانيين، وانحازت إلى الإسرائيليين، وتركت الحلفاء في أوروبا الشرقية وشرق آسيا يتساءلون عن كيفية تعاملها مع التهديدات المستقبلية من روسيا وكوريا الشمالية والصين. واستبعد في ختام مقاله «أن يغير أوباما موقفه بشأن الاستخدام الفعال للقوات المسلحة الأميركية أو رغبته في زيادة النفقات الدفاعية، لكن على الرئيس المقبل أن يجعل في مركز أولوياته إعادة بناء الموازنة العسكرية واستخدامها في تعزيز الدور الأميركي في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا». تقدم سلمي أعربت صحيفة «ديلي تلجراف» في افتتاحيتها أول من أمس عن أملها في أن يصبح الرئيس الأفغاني المنتخب «أشرف الغني» شريكاً أفضل للولايات المتحدة والغرب من سابقه حامد كرزاي، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى في تاريخها، تشهد أفغانستان انتقالا سلمياً وديمقراطياً للسلطة. واعتبرت ذلك إنجازاً كبيراً، رغم أنه استغرق خمسة أشهر من التجاذبات وسط مزاعم بالتزوير الانتخابي قبل تقرير النتيجة. واعتبرت أن قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيتنفسون الصعداء لأنه لم يعد يتعين عليهم التعاون مع كرزاي. واتهمت الصحيفة الرئيس المنتهية ولايته بأنه قاد حكومة فاسدة وكان يزدري مهمة «الناتو»، رغم موت آلاف من القوات الغربية من أجل بلده، وتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة إعمارها، غير أنها قالت: «إن كان بارعاً في بعض الأحيان، خصوصاً في قدرته على تحجيم أمراء الحرب الأقوياء في أفغانستان، لكن لم يكن من الواضح مدى التزامه بمحاربة طالبان». وأفادت الصحيفة بأن مؤهلات الرئيس الجديد تشي بأنه مؤهل بصورة أفضل للتعامل مع الغرب، وهو ما اعتبرته ضرورياً مع قرب انتهاء المرحلة العسكرية من المهمة في أفغانستان، إذ تعتزم قوات حلف «الناتو» الانسحاب بحلول نهاية العام الجاري. غير أنها حذرت من أنه ما لم يتعاون الغرب وكابول عن كثب، فإن التضحيات المبذولة على مدار العقد الماضي ستذهب سدى. وأكدت أن الأولويات الرئيسة للحكومة الجديدة يجب أن تكون إعادة الإعمار وإرساء دعائم الاستقرار، وشددت على أهمية توقيع الرئيس «غني» الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة من أجل تواصل المساعدات العسكرية الدولية بعد عام 2014. معجزة «آيفون 6» وصف الكاتب «ميمفيس باركر» في مقال نشرته صحيفة «الإندبندنت» يوم الاثنين الماضي، أحدث إصدارات شركة «آبل»، وهو هاتف «آيفون 6»، بأنه معجزة، لاسيما بعد أن حطمت مبيعاته الأرقام القياسية. لكنه أشار إلى أن ما يحتاج إلى مراجعة هو الشؤون الضريبية لأغنى شركة في العالم، موضحاً أن الأموال تتدفق إلى ميزانية «آبل»، لكنها تضخ معظم أرباحها إلى الخارج لتفادي دفع الضرائب في الولايات المتحدة، بسبب ارتفاع المعدلات الضريبية على الشركات الأميركية إلى 35 في المئة. وذكر «باركر» أن أحدث التقديرات تشير إلى أن الشركة تمتلك ما يزيد على مائة مليار دولار في الخارج، ولا يمكن إعادتها إلى الولايات المتحدة من دون دفع الضرائب، ومن ثم تختار «آبل» إبقاءها في الخارج، وتشتري بها سندات أميركية، ما يعني أن دافعي الضرائب يسددون للشركة العائد على سنداتها، بدلا من أن يستفيدوا من الخدمات العامة لو سددت «آبل» ضرائبها ولم تدخل في هذا النموذج «القانوني» من التهرب الضريبي. واتهم الكاتب النظام الضريبي الدولي بأنه «فاسد» و«مهترئ» و«أحمق»، يخدم الشركات متعددة الجنسيات، والحكومات التي تخفض ضرائب الشركات لا لشيء إلا لنيل نزر ولو يسير من الضرائب. معركة الديمقراطية اعتبرت صحيفة «الجارديان» في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي أن بكين كان يمكنها أن تتفادى المواجهة مع المعارضة في هونج كونج لو أنها وثقت في الشعب، واصفة القوى المؤيدة للديمقراطية في هونج كونج بأنها ليست بالضرورة معادية لبكين. وقالت «إن محاولة الصين قصر انتخابات زعيم هونج كونج المقبل على مجموعة من المرشحين الموالين لها، أدت إلى اندلاع مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين المؤيدين للديمقراطية». ولفتت إلى أنه حتى الآن لم يتم اللجوء إلى أسلحة قاتلة، أو اعتقالات جماعية، لكن كل يوم يمر من دون حوار يزيد احتمالية حدوث الأمرين. وأضافت: «إن المعارضة المؤيدة للديمقراطية يمكنها أن تنتصر في أي تصويت عادل وإن لم يكن بفارق كبير»، موضحة أنها تريد الديمقراطية إيماناً بها كمبدأ، لكن زعماء المعارضة واقعيون ويؤيدون علاقة حكيمة مع بكين، إلى جانب السعي إلى تحقيق مصالح هونج كونج بهدوء ودون استفزاز. وتابعت: «إنهم يدركون أنه ما من مسؤول تنفيذي في هونج كونج يمكنه معارضة بكين بصورة منهجية، ومن ثم فهم يريدون زعيماً يمكنه الموازنة بين مصالح المنطقة وإرضاء بكين». إعداد: وائل بدران