تسير القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على خطى المغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الانفتاح على شعوب العالم كافة من أجل ترسيخ مبادئ التعايش السلمي، وتحقيق الاستقرار والأمن والسلام العالمي، كما لا تُغفل الدولة أيضاً البعد الإنساني في إطار علاقاتها مع العالم الخارجي، فتنفذ مشروعات تنموية كبرى في دول العالم الفقيرة من أجل خدمة الإنسان والنهوض به أينما وُجِد. ومن خلال الدبلوماسية الناجحة التي تعتمدها، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة الاتفاق مع 59 دولة على إعفاء المواطنين الإماراتيين من شرط الحصول على تأشيرة الدخول لدى سفرهم إليها، كما كان للدبلوماسية الإماراتية دور كبير في احتضان دولة الإمارات العربية المتحدة مقرّ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا)، وكذلك استضافة فعاليات عالمية كبرى مثل «معرض إكسبو الدولي 2020». وقد نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال سياساتها الخارجية المتزنة ودبلوماسيتها النشيطة، وعلاقاتها القوية مع جميع دول العالم، من دون استثناء، إلى جانب اعتمادها مبدأ تسوية المنازعات بالطرق السلمية، كأحد المبادئ والثوابت في سياستها الخارجية، في إثبات نفسها كإحدى أبرز القوى الفاعلة ذات التأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإحدى الدول ذات الدور الحيوي في إقرار السلم والأمن العالميين، ويبدو هذا جلياً في الدور الذي تضطلع به في إدارة الأزمات التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة. وقد أكد ذلك، التقرير الثاني لأعمال حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة 2010-2013، الذي قال إن السياسة الخارجية الإماراتية حققت إنجازات عدة في التفاعل مع التحولات المفاجئة في المنطقة، من خلال استثمار مصادر القوة في الدبلوماسية لخدمة المصالح الحيوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والترويج لمكانة الدولة كقوة خير وسلام وتنمية في المنطقة والعالم. ولدى دولة الإمارات العربية المتحدة طموحات كبيرة في إطار لعب دور أكبر على الساحة الدولية، عبر تنشئة جيل جديد من الدبلوماسيين الأكفاء من أبناء الوطن. وفي هذا السياق جاء قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإنشاء «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية»؛ بهدف تحقيق أهداف استراتيجية عدة، من أبرزها دعم السياسة الخارجية، وزيادة كفاءة الدبلوماسيين عبر برامج التدريب، وإظهار دور الدولة في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية، وتعزيز العلاقات مع الدول والقوى المؤثرة وتطويرها، في إطار المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. ومن أجل تمكين «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية» من تحقيق أهدافها، وخصوصاً فيما يتعلق بالنهوض بقدرات الدبلوماسيين وتحقيق المزيد من الأهداف الاستراتيجية فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية للدولة، فقد نص قرار الإنشاء على اختصاص الأكاديمية بالعمل كمركز فكر ودراسات وإعداد البحوث والتقارير المتصلة بالعلاقات الدولية والدبلوماسية، ورصد المواقف والآراء حيال أبرز القضايا التي تهم الدولة، وبناء قاعدة معرفية في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية، من منطلق وعي الدولة بأهمية بناء علاقاتها الخارجية والدبلوماسية على أسس علمية، وضرورة إمداد صانعي القرار بالخيارات والبدائل والمعلومات حيال القضايا الطارئة والقضايا محل الاهتمام، سواء في الشأن المحلي أو الدولي؛ لمساعدة متخذي القرار في صياغة السياسات والمواقف بشأن هذه القضايا، وكذلك من منطلق وعيها بضرورة زيادة كفاءة ومؤهلات العاملين في القطاع الدبلوماسي بمختلف تخصصاته، بما يسهم في الارتقاء بأداء أعضاء السلك الدبلوماسي الإماراتي، الأمر الذي يصب في نهاية المطاف في خدمة مصالح الدولة وتحقيق طموحاتها. ـ ـ ــ ـــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.