صعوبة حل الدولتين.. ومكافحة التطرف عبر الإنترنت هل يرغب الفلسطينيون في التوصل إلى حل الدولتين وفق الشروط الإسرائيلية؟ وهل يمكن تأسيس دولة «عربية ـ إسرائيلية» واحدة على النسق الأوروبي؟ وكيف يمكن مواجهة التطرف عبر الإنترنت؟ وهل يتجه الأميركيون إلى منح مزيد من الدعم والتأييد لإسرائيل مع تقدم «الجمهوريين» نحو تعزيز وضعهم على حساب «الديمقراطيين؟» تساؤلات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية. وهم الدولة اتهم الكاتب «إيه بي يهوشوا» في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» يوم الثلاثاء الماضي، الفلسطينيين بأنهم يتظاهرون بموافقتهم على فكرة الدولتين كحل للصراع مع الإسرائيليين، والتي تعني إقامة دولتهم على ما يقل عن ربع أرض فلسطين الأصلية، لكنهم في صميم قلوبهم يحلمون بدولة واحدة ثنائية القومية، أملاً في خوض نضال تقليدي كذلك الذي خاضه نيلسون مانديلاً ورفاقه، لتتحول الدولة بمرور الوقت إلى ديمقراطية، تصبح فيها اليهودية مجرد ديانة. وقال «يهوشوا»: «لو أن الفلسطينيين أرادوا حقيقة التحرر من الاحتلال، وتأسيس دولة فلسطينية قبل فوات الأوان، لسارعوا إلى الانفصال وتقسيم الأرض وإرساء حدود، ولوافقوا على حدود عام 1967». وأوضح أنه كان عليهم أن يوافقوا على مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويعترفوا بأن إسرائيل دولة يهودية، وهو اعتراف ليس له أي آثار عملية، لافتاً إلى أنهم لو رغبوا في إقامة دولتهم لتخلوا عن مطلب حق العودة، الذي لن يمكنهم أبداً تحقيقه، ولوافقوا على تبادل الأراضي، وعلى بقاء أقلية صغيرة من اليهود ضمن الدولة الفلسطينية. وفيما بدا أنه دعوة للتخلي عن مقومات الدولة الفلسطينية من أجل إقامة «دولة مزعومة»، ادعى الكاتب أن الوقت ينفد، وفي كل يوم يبعد الفلسطينيون عن دولتهم، معتبراً أن المنطق يقول إنه كان عليهم قبول أن تكون دولتهم منزوعة من الأسلحة الثقيلة وبها قوة دولية على طول نهر الأردن في مقابل وضع رسمي في القدس. وزعم أنهم بدلاً من الإسراع إلى ذلك، يؤجلون ويسوفون، لأن حلماً مختلفاً يراودهم، وربما يريحهم، وهو إقامة دولة واحدة مشتركة. وأفاد بأن «هذا الحلم ولّد اعتقاداً بأنه في إطار الدولة ثنائية القومية، سيتمتع الفلسطينيون بحقوق مدنية، لكنهم لا يدركون أن الإسرائيليين المخادعين سيعرفون كيف يتلاعبون بهم كي يحولوا تلك الديمقراطية التي تهددهم إلى صالحهم». وتابع: «إذا نجح الفلسطينيون بمرور الوقت في الحصول على تمثيل في الكنيست يعكس ثقلهم الديموغرافي الحقيقي، فإن عشرات الآلاف من اليهود في الخارج، سيتم منحهم الجنسية وهمياً، وسيواجهون التهديد الديموغرافي عن طريق التصويت الإلكتروني المباشر من مجتمعاتهم اليهودية حول العالم». تجربة أوروبية زعم الكاتب «بيندرور يميني» في مقال افتتاحي نشرته صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن هناك أشخاصاً في اليمين واليسار يحاولون فرض دولة «إسرائيلية -عربية» واحدة على الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه أشار إلى أنه على الرغم من الثقافة والقيم المشتركة والديانة ذاتها في أوروبا، إلا أن الرغبة في تقرير المصير تعاود الازدهار مرة أخرى. وذكر أنه على الرغم من أن غالبية الأسكتلنديين صوتوا ضد الانفصال عن المملكة المتحدة، فإن المشاعر القومية المتزايدة بعد مئات السنين من الوحدة تشير إلى الاتجاه الذي تسير القارة نحوه. وأضاف: «إن الوضع في الشرق الأوسط أشدّ سوء، فالدولتان السورية والعراقية انهارتا، ولم يعرض أحد استفتاء على المجتمعات التي تسعى لتحديد مصيرها»، مؤكداً أنه كما لم تجد الوحدة في أوروبا فلن تجدها في الشرق الأوسط المنقسم. وقال: «منذ الحرب العالمية الثانية، ونتيجة للدروس المستفادة من تلك الحرب، كان هناك اتجاهان متناقضان في أوروبا، الأول يدعو إلى تأسيس دول مستقلة بقدر الإمكان، والآخر يرى ضرورة تكوين دولة أوروبية موحدة». ولفت إلى أنه على الرغم من تجسد الفكرة، لكن الاتحاد الاقتصادي وإلغاء التأشيرات لم يفض إلى شعور مماثل بين عشرات الملايين الذين حافظوا على هويتهم القومية وحقهم في تحديد المصير. وأشار إلى أن يوغوسلافيا انقسمت إلى سبعة كيانات وطنية جديدة حسب الأغلبية الإثنية، وصاحب ذلك عمليات تطهير عرقي، كما أن تشيكوسلوفاكيا انقسمت إلى دولتين، وإن كان بصورة سلمية، بينما تفكك الاتحاد السوفييتي إلى دول قومية وإثنية. وأضاف: «لم ينته الأمر بعد فكاتالونيا توشك على تنظيم استفتاء، حيث يرغب كثير من مواطنيها الانفصال عن إسبانيا، وهناك أصوات مماثلة في إيطاليا وبلجيكا». التطرف الإلكتروني دعا الكاتب «سام باورز» في مقال نشرته صحيفة «جورزاليم بوست»، يوم الاثنين الماضي، الحكومات، إلى مواجهة التطرف عبر الإنترنت، والعمل على زيادة الوعي بشأن القضايا ذات الصلة بالتطرف، وتعزيز التعددية والحوار بين الأديان. وأشار إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه «داعش» هيمنته في العراق وسوريا، أثار حضور / وجود التنظيم الإرهابي على شبكات التواصل الاجتماعي المخاوف في الغرب، إذ يجذب أشخاص من أرجاء العالم كافة إلى خطوط الجبهة الإرهابية الأمامية. وأضاف: «في خضم هذه التطورات، لم تتضح كيفية تعامل الحكومات العالمية، لا سيما الأميركية، مع تهديد الجماعات الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي». ونوه «باورز» بأنه مع بداية الحرب الأهلية السورية، أُطلق عدد من المبادرات من أجل تقليص الطلب على «المواد المتطرفة» عبر شبكة الإنترنت، والتي وصفها بعض الخبراء بـ «سوق الأفكار». ولفت إلى أن في أبريل عام 2012، بدأت وزارة الخارجية الأميركية مبادرة لتدريب قادة المجتمع ونشطاء التواصل الاجتماعي في الخارج على مواجهة أصوات المتطرفين من خلال منابر مثل «تويتر»، موضحاً أنه على علي الرغم من التأييد الإيجابي لها في دول مثل باكستان وإندونيسيا، إلا أن تلك المبادرة كان من الصعب تأييدها في الولايات المتحدة، لأنها تنتهك قوانين حرية التعبير. وسلط الضوء على محاولة وزارة الخارجية الأميركية إثناء الراغبين في القتال بالخارج، من خلال إطلاق مشروع عملاق بعنوان: «فكر مرة أخرى». وأكد أنه على الرغم من أن مثل هذه المبادرات تبدو واعدة بلا شك، لكن لا يوجد حل جذري لمشكلة التطرف، وفي أي مبادرة مستقبلية تستهدف تنظيم «داعش» على وجه الخصوص، لابد أن يؤخذ في الحسبان عنصر الإنترنت، الذي يسخر قوة شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس ومخاطبة شغاف قلوب الشباب. مرحلة جديدة اعتبر الكاتب «نورمان بايلي» في مقال نشرته صحيفة «جلوبز» أن الصراع في واشنطن بين الكونجرس الموالي لإسرائيل وإدارة أوباما المعادية لها دخلت مرحلة جديدة ومتطورة، لافتاً إلى أن مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون مرر قراراً يدين موجة معاداة السامية التي باتت منتشرة في أوروبا وأماكن أخرى. وأضاف «بايلي» أن «مجلس النواب» الذي يهيمن عليه «الجمهوريون» أصدر قراراً يدين موجة معاداة السامية المنتشرة في أوروبا ومناطق أخرى، منوّهاً بأن مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه «الديمقراطيون»، أقرّ مشروع قانون يصف إسرائيل بأنها «الحليف الاستراتيجي الأكبر»، ويعزز التعاون في مجالات التجارة والتكنولوجيا والدفاع بين واشنطن وتل أبيب. وأوضح «بايلي» أن مشروع القانون يشمل تعزيزاً لمخزونات الأسلحة الأميركية في إسرائيل، لافتاً إلى أنه عندما طلب الجيش الإسرائيلي أسلحة أثناء الصراع الأخير مع «حماس» في غزة، أمر البيت الأبيض بعدم السماح لها بالحصول على أي أسلحة أخرى من دون إذن الرئيس، على خلاف الاتفاقات الموقعة بين البلدين. وتابع: «إن استطلاعات الرأي كافة على مدار سنوات أظهرت أن الشعب الأميركي يؤيد إسرائيل بأغلبية كبيرة، وإن كان التأييد بين (الجمهوريين) و(المحافظين) أقوى منه بين (الديمقراطيين) و(الليبراليين)، وهو واقع يعكسه الكونجرس». وتوقع «بايلي» أن تكون الإدارة الأميركية المقبلة، التي ستتولى السلطة في يناير عام 2017، أكثر تأييداً لإسرائيل من الإدارة الحالية، وكذلك الكونجرس الذي سيتم انتخابه في نوفمبر من ذلك العام، إذ يسعى «الجمهوريون» إلى تعزيز مركزهم في مجلس الشيوخ. وذكر أن في ضوء الضعف المزعج الذي يعتري تأييد إسرائيل في أوروبا، والأهمية العسكرية المحدودة للعلاقات الإسرائيلية مع القوى الآسيوية مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية والهند، فإن هذه المواجهة المتنامية في واشنطن بين الكونجرس والإدارة تبدو مشجعة بشكل كبير. -------- إعداد: وائل بدران