مع أهمية الطرح الوارد في مقال: «خياران في مسألة الهوية» للكاتب حازم صاغية، إلا أنني أرى أن هنالك في قضية الهويات عموماً ما يمكن اعتباره ثابتاً وما يمكن اعتباره متغيراً، فلكل إنسان، ولكل بلد، ولكل أبناء ثقافة واحدة، هوية وخصوصية تميزهم عن غيرهم، وهنالك أيضاً هوية إنسانية جامعة،وليس ثمة بالضرورة تضارب أو تناقض بين المسألتين. ولكن في الغرب يرفعون شعار الاندماج ويطلبون من كل مختلف ثقافي الانسلاخ من هويته الثقافية واللغوية، والتخلي عن خصوصيته لكي يندمج في الثقافة الغربية، كما يحاولون فرض ثقافتهم على صعيد عالمي من خلال العولمة، وأيضاً عن طريق ما كان البعض يسميه الغزو الثقافي. ولاشك أن هذا النوع من محاولات فرض هوية الذات على الآخر، والتنكر للخصوصيات يبدو غير ملائم، ولا يتماشى أيضاً مع ثراء الثقافات الإنسانية وتعددها منذ فجر التاريخ. وفي مواجهة هذا الواقع الثقافي الدولي من حقنا نحن العرب التمسك بخصوصيات هويتنا الثقافية، والعمل على ترسيخها وتزويدها بكل أسباب البقاء والاستمرار في وجه موجات العولمة العارمة الساعية لطمس هويات الأمم والثقافات في العالم غير الغربي. صبري يوسف - أبوظبي