قرأت مقال «أحداث فيرجسون ولعبة العنصرية»، لكاتبه تشارلز إليسون، والذي يلقي فيه الضوء على الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مدينة فيرجسون الأميركية بسبب اعتداء رجل شرطة أبيض على شاب أسود. وقد لفت انتباهي التحليل الذي يقدمه المقال، إذ ينقلنا من صورة الحدث في صيغته الجزئية، إلى البحث عن المخزون العنصري الكامن في البنى المجتمعية والإدارية العميقة للتكوين الأميركي ذاته. فهذه البنى هي ما يحرك ويشجع مثل ذلك السلوك ويجعله مقبولا لدى البعض، ولا يثير أي شعور بالسخط أو الاستهجان لدى بعض آخر. ولا شك أن «لعبة العنصرية» تتصف بالذكاء والقدرة على التخفي والتستر بعيداً عن مناطق الضوء والفضاءات الشفافة للنقد والمساءلة، وذلك لكي تستمر على قيد الوجود، لكن سرعان ما تكشفها تجليات غير مقصودة، كحادثة الاعتداء على الشاب الأسود في فيرجسون وغيرها مما تشهده الحياة اليومية الأميركية بين البيض والسود، داخل المؤسسات وفي إطار المجتمع. شكري عواد -الكويت