مع أهمية الطرح الوارد في مقال الدكتور حسن حنفي: «الثورة في الوعي والفكر»، إلا أنني أرى أن فشل ثورات النصف الثاني من القرن الماضي في بعض الدول العربية كان سببه الأساسي إخفاقها الذريع في تحقيق مشروعات تنمية وبناء اقتصادات ناجحة، على رغم كون بعض تلك الدول غنياً ولا تنقصه الموارد البشرية والمادية، وكان في مقدوره اللحاق بالاقتصادات الناجحة، ولكن نرى أن معظم تلك الدول الآن ما زال يرزح في خانة الفقر، ومحدودية الدخل، ومعدلات البطالة المرتفعة، أحرى أن يتمكن من الصعود الاقتصادي وتحسين الخدمات والبنيات التحتية العامة. وبالمقارنة مع تلك الدول العربية «الثورية»، نجد أن الصين وكوريا الجنوبية وبعض دول النمور الآسيوية تمكنت من تحقيق مفهوم «التحديث» و«التقدم» بالمعنى الاقتصادي، بعيداً عن مفاهيم السياسة والإيديولوجيا، حيث تحولت إلى قصص ناجحة في مجالات التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وفي عموم مظاهر الحياة العمرانية والخدمية الأخرى. خالد إبراهيم - أبوظبي