تستعد إمارة أبوظبي لاستضافة عدد من الفعاليات العالمية الكبرى خلال الربع الأخير من العام الجاري، ويأتي على رأس هذه الفعاليات «معرض ومؤتمر أبوظبي للنفط» (أديبيك) 2014، الذي سيعقد خلال الفترة 10-31 نوفمبر المقبل، وهو يحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عاماً على انطلاقة دورته الأولى في عام 1984، وقد ظل هذا الحدث طوال هذه الفترة يمثل منصة عالمية لصناعة النفط والغاز الطبيعي العالمية، إذ يجمع تحت مظلته خبراء الصناعة ومتخصصيها والمؤسسات والشركات العالمية الكبرى العاملة في هذا المجال في جميع أنحاء العالم، من أجل العمل معاً، وتبادل المعرفة، واكتشاف الأفكار الجديدة، وبحث التحديات والمصاعب التي تواجه القطاع وسبل التغلب عليها. وبجانب معرض ومؤتمر «أديبيك» 2014، تستعد إمارة أبوظبي أيضاً لاستضافة عدد آخر من الفعاليات الدولية على أراضيها، من بينها «المعرض الدولي للأثاث والديكور» و«معرض أبوظبي للصيد والفروسية» و«المعرض الوطني للتوعية المجتمعية والخدمات الإنسانية» و«مهرجان أبوظبي الدولي للنخيل والتمور»، وغيرها من الفعاليات المهمة، وهذا التنوع في الأنشطة والقضايا التي تهتم بها هذه الفعاليات يضيف إلى صناعة استضافة الفعاليات في الإمارة أبعاداً جديدة، ويجعلها أكثر تنوعاً، لتشمل جميع القطاعات الاقتصادية من دون استثناء، وهو بدوره معيار آخر على نجاح الإمارة في التأسيس لهذه الصناعة واستثمار إمكاناتها وفرصها بالشكل الأمثل، بما يخدم أهداف الاقتصاد الوطني. إن امتلاك البنى التحتية والبنى التكنولوجية ووسائل الانتقال اليسير ووسائل الاتصالات والمعلومات المتطورة والمرافق الفندقية والسياحية المتميزة، فضلاً عن البنى والأطر التشريعية المنظمة للأنشطة الاقتصادية، والتي تتميز بالمرونة والكفاءة، كل ذلك هو بمنزلة المعايير التي تلجأ إليها الجهات المنظمة للفعاليات للمفاضلة بين البلدان والدول المرشحة لاستضافة الفعاليات الدولية الكبرى، وكلما تميز أداء الدولة وفقاً لهذه المعايير مقارنة بالدول الأخرى ازدادت قدرتها التنافسية، وتزايدت فرص فوزها بحق استضافة تلك الفعاليات. وتنوع البنى والمرافق التي تمتلكها إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى توافر الإرادة والرغبة لدى الحكومة في تنويع مصادر الدخل الوطني، كل ذلك فتح الباب أمام التوسع في مختلف الأنشطة الاقتصادية، ومن بين هذه الأنشطة يأتي نشاط استضافة الفعاليات الكبرى، الذي انطلق منذ سنوات عديدة، وزاد حجمه وتنوعه من عام إلى آخر، إلى أن أصبح على النحو الذي هو عليه الآن، يضم مؤتمرات وقمماً عالمية ومنتديات علمية ومعارض للسلع والمنتجات باختلاف أنواعها وفعاليات ثقافية وتراثية ومسابقات رياضية كبرى، وغيرها، وليست الفعاليات التي تستعد أبوظبي لاستضافتها خلال الفترة المقبلة إلا جزءاً من عدد لا نهائي من الفعاليات الكبرى تستضيفه الإمارة والدولة على مدار العام. إن استضافة إمارة أبوظبي خصوصاً ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً للفعاليات الدولية الكبرى وقدرتها على إقناع العالم بمنحها الحق في ذلك، هو تعبير صريح عن حجم الثقة الكبيرة التي يضعها العالم في قدرات الإمارة والدولة، واستمرار انعقاد الفعاليات على أرض هذا الوطن، كما هي الحال بالنسبة إلى معرض ومؤتمر «أديبيك»، هو بدوره دليل على استمرار وتجدد هذه الثقة من عام إلى آخر، وهو أيضاً دليل على أن ما استطاعت الإمارة والدولة بناءه من خبرات في تنظيم واستضافة الفعاليات الدولية الكبرى على مدار السنوات الماضية جعلها قبلة مفضلة بالنسبة إلى تلك الفعاليات، وللمشاركين فيها من مؤسسات وخبراء ومتخصصين، ثقة منهم بقدرتها على توفير المناخ المناسب لنجاحها. ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.