يأتي توفير المسكن الملائم والحياة الكريمة، على رأس الأجندة الدائمة للعمل الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعدّه الحكومة مهمة أساسية ضمن مهامها التنموية، ويذكرنا «برنامج الشيخ زايد للإسكان»، الذي يحمل اسم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وبانيها دائماً، بأن المواطن كان ومايزال محور اهتمام القيادة منذ نشأة الدولة، ويؤكد كذلك أن المواطن هو هدف التنمية وغايتها. وتعي القيادة الرشيدة الآن، والممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن توفير المسكن الملائم للمواطن وبالسبل الميسرة هو الأساس الذي ينبني عليه استقراره الأسري، الذي هو النواة الأساسية للاستقرار المجتمعي، والأرضية الصلبة التي تبني عليها الدولة استقرارها وتنميتها الشاملة والمستدامة. وتنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قامت بلدية أبوظبي مؤخراً بتوزيع 663 فيلّا على المواطنين المستحقين للسكن، ضمن الدفعة الخامسة من «مساكن مشروع الفلاح»، ليصل عدد الفيلات والمساكن التي تم توزيعها حتى الآن ضمن هذا المشروع، ومنذ أن تم توزيع الدفعة الأولى منه، بداية شهر أغسطس من عام 2012 حتى الآن، إلى نحو 4527 فيلا ومسكناً. وبجانب هذا المشروع، هناك العديد من المشروعات والمبادرات التي نفذتها وتنفذها باستمرار على مستوى مناطقها المختلفة، والتي تأتي تطبيقاً لنهج العطاء، وتنفيذاً للتعهد الذي تقطعه الدولة على نفسها تجاه مواطنيها. وجدير بالذكر أن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وسياساتها في مجال توفير السكن للمواطنين تتميز بعدد من السمات، يأتي على رأسها: الحرص المتواصل على مصلحة المواطن والسهر على راحته، وعدم ادخار أي جهد أو وقت أو مال لتلبية تطلعاته. والتعامل بشكل آني مع الاحتياجات المعيشية للمواطنين، بما يضمن لهم فرصة الحصول على احتياجاتهم كافة، بشروط ميسرة ومن دون أي مشاق تذكر. ولعل ما شهدته عملية توزيع المساكن على المواطنين في الدفعة الأخيرة من تطور وسرعة ومرونة، لهو أفضل تعبير عن ذلك، إذ إن عملية تسليم المسكن للمواطن لم تكن تستغرق أكثر من دقائق معدودة، كما وفّرت الدولة آليات تسهل على ذوي الاحتياجات الخاصة هذه المهمة، عبر توفير سيارات خدمة متنقلة والذهاب إلى هذه الفئة المهمة من أبناء الوطن في مناطق وجودهم، دون أن يتكبدوا أي مشاق للحضور بأنفسهم إلى المراكز المخصصة لعملية التسليم. لم يكن تجنب مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة للمصاعب والمشكلات التي تعرض إليها العديد من مواطني الدول الأخرى، بسبب الأزمة المالية العالمية وتداعياتها المختلفة طوال السنوات الماضية، من فقدٍ للوظائف وتحولِ فئات واسعة منهم إلى دائرة الفقر والسقوط في براثن المديونية للمؤسسات المالية والمصارف، وغيرها من المشكلات، لم يكن كل ذلك إلا صدى للجهود التي تبذلها الإمارات من أجل توفير احتياجات المواطنين وتحصينهم ضد التهديدات والأزمات، والتي لا تهتم بتوفير المسكن الملائم فحسب، بل تحرص كذلك على توفير كافة الخدمات الحياتية الضرورية، كالخدمات الصحية والتعليم وتوفير فرص العمل، وصولاً إلى تمكين المواطن من ممارسة حقه في المشاركة العادلة في عائدات التنمية، ليصبح في مأمن تام من التحديات والمشكلات الحياتية التي تعرض لها الآخرون حول العالم. ----- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية.