طلاق روسي- أوروبي.. وغواصة غير مأهولة لمراقبة الصين ما السبب الحقيقي وراء التدخل العسكري الأميركي ضد "داعش"؟ وهل اختار أوباما توقيتاً صحيحاً لضرب هذا التنظيم الإرهابي في العراق؟ وماذا عن تضارب المواقف والسياسات بين روسيا وأوروبا؟ وكيف تستعد اليابان لمواجهة القوة البحرية الصينية المتنامية؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. قصف «داعش» «هل بمقدور الضربات الأميركية إنقاذ العراق من داعش؟»، تساؤل طرحه «ين جانج» في مقاله المنشور يوم السبت الماضي في «تشينا ديلي» الصينية، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي الذي سبق وأن تعهد بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، فوّض الجيش الأميركي يوم الجمعة الماضي بشن هجمات ضد المتشددين في العراق. قراره يمكن تفسيره بأنه يأتي استجابة للوضع المتدهور في الشرق الأوسط. فعشرات الآلاف من المنتمين إلى الطائفة «الأيزيدية» محاصرون في منطقة جبل سنجار بشمال العراق على يد قوات «داعش»، واستناداً إلى مجازر سابقة ارتكبها هذا التنظيم الإهابي، فإن ثمة مخاوف من أن يتعرض «الأيزيديون» إلى مجازر. الأسوأ من ذلك- حسب «جانج» أن تتمكن قوات «داعش» من دخول مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، والتي يتواجد فيها كثير من الأميركيين العاملين في وكالات مهمة. وحتى إذا فشل التنظيم في السيطرة على المدينة، فإنهم قد يدخلونها بقوات صغيرة العدد، ويشنون هجمات يهددون بها الأميركيين في المدينة، ما قد يثير ردود فعل سياسية خطيرة داخل الولايات المتحدة، وهذا سيجعل أوباما أمام اختيار واحد فقط، ألا وهو التصدي لـ«داعش»، وذلك على الرغم من وجود معارضة داخلية لأي تدخل عسكري. وجود عناصر أميركية في أربيل حفّز أوباما على اتخاذ قرار شن ضربات جوية ضد «داعش» من دون أن يتعرض لمعارضة شديدة في الداخل الأميركي، كما أن هذا القرار لن يحمي الأميركيين فقط الموجودين في أربيل، بل سيحافظ على المدنيين العراقيين. «جانج» يرى أنه ليس من الصعب التنبؤ بنتائج عملية القصف الأميركي ضد «داعش»، فالتنظيم يعتمد في توزيع نفوذه بشكل أساسي على أسلحة برية كالمدافع الرشاشة المحمولة على عربات وشاحنات، لكنه يفتقر إلى أسلحة مضادة للطائرات، ما يجعل قواته هدفاً سهلاً للقوات الجوية الأميركية، ويشير الكاتب إلى أن الضربات الجوية التي شنتها القوات الجوية السورية في يونيو الماضي، ضد «داعش» داخل الأراضي العراقية كان لها تأثير كبير. توقيت الضربة وفي الموضوع ذاته، وتحت عنوان «الضربات الجوية مقامرة مبررة من أجل الانسانية»، نشرت «سيدني مورنينج هيرالد» الأسترالية يوم السبت الماضي افتتاحية، لفتت خلالها الانتباه إلى أن استهداف «داعش» بالطائرات الأميركية جاء بعد أربعة أيام من قرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يتلقى لوماً على حالة عدم الاستقرار في البلاد، بالسماح للقوات الجوية العراقية بالتعاون مع القوات الكردية في مواجهة عناصر «داعش». وهذا الموقف تعتبره الصحيفة مؤشراً هو الأول من نوعه على استعداد المالكي لتوحيد بلاده المفعمة بالانقسامات في المهام الدفاعية، علماً بأنه أساء التعامل مع الغالبية السنية التي تدعم «داعش». أوراق الطلاق في مقاله المنشور بـ«ذي موسكو تايمز» الروسية يوم الخميس الماضي، وتحت عنوان «روسيا والاتحاد الأوروبي يوقعان أوراق طلاقهما»، سلّط «جيمس نيكسي» الضوء على العلاقات الروسية- الأوروبية المتدهورة. «نيكسي»، وهو رئيس برنامج «روسيا وأوراسيا» في «تشاتم هاوس». يرى أن لدى موسكو احباط من عناد الغرب ورفضه افساح الطريق لها في جوارها الإقليمي الذي تعتبره روسيا منطقة لا يمكن تقاسم نفوذها مع الآخرين. الاتحاد الأوروبي بما لديه من «جنون العظمة» يأمل في وجود «جورباتشوف صغير إصلاحي» في مخيلة بوتين، وفي الوقت نفسه، يشعر الأوروبيون بالحرج عندما يجلسون في نفس الطاولة مع روسيا التي تعارض القواعد والأعراف الدولية. أوروبا- حسب الكاتب- تتجاهل التناقضات الواضحة بين سياساتها والواقع الروسي، وسواء عن قصد أو ببراءة، فإن أوروبا فشلت في الإقرار بأن سياستها الرامية لتقريب موسكو أكثر وأكثر إلى أوروبا تهدد بقاء النظام الروسي الحالي. على سبيل المثال في «الشراكة الأوروبية من أجل التحديث» حصلت موسكو على الأموال وتجاهلت التحديث، كما أن التمويل الأوروبي الموجه إلى منظمات المجتمع المدني والواضح للعيان، أثار غضب الكريملن، الذي يعتبر تطوير المجتمع المدني تهديداً لسلطته، كما أن ما يعرف بـ«الشراكة مع الشرق» أدت إلى اتجاه ستة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق إلى الغرب بعد أن كانت ضمن النفوذ الروسي. ربما يحاول الغرب التقرب من روسيا، لكن من المخزي أن يتفاجأ الغرب من ردود الفعل الروسية. غالباً ما يُقال إن الغرب ليس لديه سياسة واضحة في التعامل مع روسيا، لكن على الأقل لدى الغرب فكرة تتمثل في أن روسيا يجب أن تكون مثل الغرب. وهذا الأخير فشل في فهم مدى التهديد الذي تشكله هذه الفكرة على الهوية الروسية وعلى النخبة، والسؤال الآن لماذا وكيف يخطأ الغرب في فهم روسيا؟ جزء من المشكلة يكمن في أن مصلحة الغرب الأساسية عند التعامل مع روسيا منذ عام 1991 كانت جمع الأموال، خاصة وأن روسيا سوق به 150 مليون نسمة وجميعهم يتوق للبضائع والمنتجات الغربية، والحديث عن القيم وحكم القانون كان يتم تجاهله مقابل تحقيق الأرباح. وخلال العشرين عاما الماضية، لم يكن الساسة الأوروبيون متأكدين من الطريقة المثلى في التعامل مع موسكو، لكن المصالح التجارية الأوروبية مع روسيا طوال الفترة ذاتها كانت واضحة. الكاتب نوّه إلى مشكلة أخرى تتعلق باعتقاد الأوروبيين بجدوى الدبلوماسية وقدرتها على احتواء التوترات، وتظهر المشكلة عندما يتعامل مفاوضون روس محنكون مع دبلوماسيين أوروبيين سُذج، يطلقون تصريحات مفادها أن ثمة تقدماً بينما الحقيقة غير ذلك. ولا يتعلم الدبلوماسيون الأوروبيون من أخطائهم، صحيح أن طواقم الدبلوماسيين يتم استبدالها كل ثلاثة أعوام، لكن من يخلفهم يكرر الأخطاء ذاتها، ما يعني أن تخلي الأوروبيين عن الخبراء المتخصصين في الشأن الروسي يتسبب في تداعيات كارثية، ويضعف قدرتهم في التعامل مع الروس بطريقة جيدة. وبعد سقوط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا بات واضحاً أن روسيا تشكل خطراً على حياة الأوروبيين الغربيين وتقتطع أجزاء من أراضي دول مستقلة، حدث هذا في 2008 وتكرر في 2014، والسكوت على تصرفات من هذا النوع غير مقبول أخلاقياً وسياسياً. وبناء عليه فأن الطلاق الأوروبي- الروسي قادم، والكريملن سيكون سعيداً، لكن الاتحاد الأوروبي قد يرفض التوقيع على وثيقة الطلاق، انطلاقاً من أنه ربما فشل في فهم روسيا أو تعرض للخداع. ومع ذلك فإن جغرافية روسيا ومصير سكانها واحتياجاتها الاقتصادية تتطلب العودة إلى أوروبا. غواصة جديدة تحت عنوان «اليابان والولايات المتحدة تخططان لغواصة من دون ملاحين»، نشرت «يوميري تشيمبيون» اليابانية يوم الجمعة الماضي، تقريراً أشارت في مستهله إلى أن وزارة الدفاع اليابانية بالتعاون مع البحرية الأميركية، تخطط لإطلاق مشروع بحثي مشترك لتطوير غواصة من دون غواصين أو ملاحين قادرة على القيام بأنشطة استطلاعية تحت مياه البحر لمدة 30 يوماً. الغواصة المرتقبة يُراد منها جمع معلومات عن البحرية الصينية، التي تكثف جهودها من أجل تحديث غواصاتها. الغواصة الجديدة التي تنوي واشنطن وطوكيو تدشينها طولها يبلغ 33 قدماً، أي قرابة 10 أمتار، وليس لدى البلدين نية تطوير الغواصة، بحيث تصبح قادرة على شن هجمات أو إطلاق طوربيدات. وحسب الصحيفة، تتمحور فكرة التطوير حول إنتاج خلايا وقود عالية الكفاءة تستمر في العمل لفترة طويلة دون الحاجة إلى الهواء. وزارة الدفاع اليابانية ستخصص من أجل مشروع الغواصة غير المأهولة 2.6 مليار ين ياباني خلال أربع سنوات، وتقول الصحيفة إن اليابان خططت لإنتاج الغواصة بمفردها، لكن الولايات المتحدة، وتحديداً البحرية الأميركية أبدت اهتماماً كبيراً بالمشروع، وبدأ الطرفان مناقشات مشتركة حوله في إطار مشروع بحثي، ومن المتوقع أن يتمكن البلدان من إنتاج خلايا وقود قادرة على إنتاج الطاقة عبر التفاعل بين الهيدروجين والأكسجين، والتحدي يكمن في تخزين كمية كبيرة من الأكسجين والهيدروجين لإنتاج الطاقة الكافية لتسيير الغواصة لمدة شهر كامل، علما بأن الولايات المتحدة أحرزت تقدماً في بحوث تخزين الهيدروجين، ولدى الشركات اليابانية باع طويل في تقنيات توليد الطاقة، ومن ثم يرى اليابانيون أنهم سيستفيدون من المشروع. وتشير الصحيفة إلى أن البحرية الصينية عززت قدراتها في مجال الغواصات، وتجري عمليات في المحيط الهادي وفي البحار القريبة من اليابان. وتبذل بكين جهوداً واضحة في تطوير ما لديها من غواصات بحيث تصبح قادرة على البقاء في الأعماق لأطول فترة ممكنة. إعداد: طه حسيب