ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال الكاتبة عائشة المري: «من يخمد الحرائق الليبية؟» سأشير إلى أن أفضل الخيارات أمام الليبيين الآن لتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم هو المبادرة لتحقيق المصالحة، والعمل على إيجاد توافق بين جميع الفاعلين السياسيين، وتغليب المصلحة العامة على أجندات جميع الأحزاب والقبائل والمناطق، وسحب أي شرعية عن كافة المليشيات والجماعات غير المنضوية في إطار مؤسسات الدولة كأفراد. كما يتعين أيضاً التركيز الآن على إعادة إصلاح كل ما تضرر من مؤسسات وبنيات تحتية عمومية، بدل تضييع الوقت في الصراعات التي تضر ولا تفيد. وإضافة إلى أهمية الإسراع بتفعيل خيار المصالحة الداخلية بين الليبيين يتعين أيضاً على الدول العربية أن تبذل كل جهد ممكن لمساعدتهم على إيجاد حلول فعالة للأزمة السياسية المستفحلة هناك. وتستطيع الجامعة العربية لعب دور داعم للبرلمان الليبي الجديد والحكومة الليبية، والمساعدة على استكمال المسار السياسي المتعثر هناك، وتقديم كافة أشكال المساعدة لدعم ليبيا واستقرارها، والتعايش السلمي فيما بين جميع مواطنيها. أكرم الباجي - تونس