أتفق مع ما ورد في مقال الدكتور عمار علي حسن: «المفكر العربي.. ونقد الذات»، وذلك لأن بعض من يصدرون تقييمات وأحكاماً مسبقة على المفكرين والمؤلفين قد يستندون في ذلك إلى قراءات محدودة في كتبهم، أو ينطلقون من عمل فكري أصدره الكاتب منذ زمن بعيد، ولا يلاحظون التطور الفكري الذي عرفته أعماله اللاحقة. ومن خصائص العلوم الإنسانية أكثر من غيرها أن الأعمال الأدبية والفكرية تعبر عن موقف مؤلفها في لحظة تأليفها فقط، وقد يتغير رأيه أو منهجه بعد ذلك، وهذا متوقع من أي مشتغل بالفكر يتسع أفقه الفكري مع مرور الوقت، وتنضج تجربته في التأليف. ولو كان كثير ممن يحاكمون نوايا المؤلفين في مجال الفلسفة والأدب خاصة، ويصدرون عليهم أحكاماً سلبية، قرأوا كل أعمالهم الفكرية، ولاحظوا تطور وتغير المنهج وزوايا النظر الفلسفي إلى الأمور التي يدرسونها، وما قد يماسونه هم أنفسهم من نقد ذاتي لمؤلفاتهم السابقة، لكان ذلك داعياً لعدم العميم والإطلاق، وإصدار أحكام نقدية جارفة، بعيدة عن الحقيقة والواقع. بسام عبدالله - الرياض