«دراسات الترجمة»: تحديات ومداخل في العدد الأخير من «المجلة المغربية لدراسات الترجمة»، نطالع باقة من البحوث العلمية والأكاديمية في دراسات الترجمة إضافة إلى ترجمات تطبيقية باللغتين العربية والإنجليزية. ففي باب «دراسات ترجمية» كتب الدكتور عبد النبي ذاكر حول «تحديات الترجمة»، والدكتور رشيد برهون تحت عنوان «مداخل تربوية إلى درس الترجمة»، علاوة على عرض لمحمد جدير حول «ترجمة جان رونيه لاد ميرال إلى العربية». كما نقرأ دراسة لعبد الله العميد تحت عنوان «المساهمة المغربية في دراسات الترجمة». وقد كتب إلياس يوسف عن «مراجعة الوثائق المؤسسية: بحثاً عن خارطة الطريق»، وأحمد العلوي عن «تدريس الترجمة في الجامعات المغربية». أما في باب «ترجمات تطبيقية»، فقد ضم العدد ترجمة بقلم مصطفى التيجاني لنص «التواصل متعدد اللغات» لكاتبه ماتيو غيدير. هذا فيما انصبت معالجات أخرى حول الحديث عن تقييم الترجمات العربية من وإلى الإسبانية، وهو موضوع ندوة سبق أن نظمها «مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة»، وهو الجهة ذاتها التي تصدر «المجلة المغربية لدراسات الترجمة». Le Monde diplomatique: تفكيك العراق ومكاسب الأكراد ضم العدد الأخير من دورية «لوموند ديبلوماتيك»، الشهرية الفرنسية، عدداً من المقالات والتحليلات القيّمة والمتنوعة، كما اشتمل على ملف خاص حول العراق والتطورات الراهنة فيه. ففي مقال افتتاحي، تساءل سيرج حليمي، مدير تحرير الدورية، ما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيتمسك بموقفه الحالي المتمثل في رفض إرسال قوات إلى العراق من أجل القضاء على قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق الشام» (داعش) والاكتفاء بإرسال «مستشارين» عسكريين وأمنيين لمساعدة قوات الحكومة التي يرأسها نوري المالكي، وذلك على الرغم من الانتقادات التي وجهها له بعض رموز «المحافظين الجدد»، مثل نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، وغيره من قياديي الحزب الجمهوري، مثل سيناتور ولاية أريزونا جون ماكين، والذين يتهمونه بالضعف والتخاذل حيال ما يحدث في العراق من تمدد غير مسبوق للإرهاب. وفي مقال آخر ضمن الملف ذاته، وبعنوان «تفكيك العراق»، يجادل بيتر هارلينج، مستشار منظمة الأزمات الدولية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن افتقار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكفاءة وسياساته الطائفية أديا معاً إلى الوضع الحالي الذي بات عليه العراق اليوم، حيث تبسط قوات «داعش» سيطرتها على مناطق واسعة في شمال البلاد، بينما أخذ إقليم كردستان العراق يلوح علناً بالإشارة إلى رغبته في الانفصال والاستقلال التام عن العراق، مما يهدد بتفكك وتقسيم الدولة العراقية. وفي مقال آخر تحت عنوان «مكاسب الأكراد الكبيرة»، يسلط ألان كافال، الباحث المتخصص في تاريخ القوميات وهويات الأقليات في الشرق الأوسط، الضوء على المكاسب التي حققها الأكراد في كل من سوريا والعراق، حيث أخذوا يعقدون الصفقات مع شركات أجنبية ويبرمون الاتفاقيات مع بلدان مجاورة، بينما يدافعون عن مدنهم ومناطقهم، بل ويضمون مناطق أخرى إلى مجالات نفوذهم. غير أن الكاتب يشير إلى أن الأكراد في كلا البلدين ليسوا قوة واحدة ومتجانسة، بل كيانات يغلب عليها التباين والصراع والتناقض، شأنهم في ذلك كشأن كثير من الأقوام والطوائف الأخرى في الشرق الأوسط.