العدوان الإسرائيلي على غزة.. و«تدمير الذات» في جنوب السودان الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذكرى الثالثة لاستقلال جنوب السودان، وتتويج المنتخب الألماني بطلاً للعالم في كرة القدم... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. مأساة غزة صحيفة «ذا هيندو» الهندية أفردت افتتاحية للتعليق على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك على خلفية ما تزعم إسرائيل أنها قذائف يطلقها مسلحون فلسطينيون على المدن الإسرائيلية انطلاقاً من القطاع. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن التفاوت الكبير في قوة الرد على القذائف الفلسطينية المزعومة يمكن أن يقاس بالأرقام. ذلك أن أكثر من 500 ضربة صاروخية من قبل «حماس» أدت إلى مقتل إسرائيلي واحد فقط منذ بدء الحرب، وفي المقابل، فإن قرابة 200 فلسطيني لقوا حتفهم في الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل على القطاع. على أن عدداً كبيراً ممن سقطوا في الضربات الإسرائيلية هم مدنيون. وفي هذا الصدد، تقول الصحيفة إنه إذا كان الإسرائيليون يسمُّون مقتل المدنيين «خسائر جانبية»، أي أنها نتيجة غير مقصودة لاستهداف «أعشاش الإرهاب» الفلسطيني بحسب تعبيرهم، فإن العديد من المعلِّقين الإسرائيليين يدحضون أيضاً الخطاب الإسرائيلي الرسمي، مشيرة في هذا السياق إلى أن الكاتب والصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، الذي يكتب في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، لفت إلى أن استهداف المدنيين قد يكون متعمداً، باعتباره خلاصة منطق عسكري مريض يتمثل في جلب الهدوء عبر التسبب في أكبر قدر ممكن من الألم والمعاناة للمجتمع الفلسطيني في غزة. الصحيفة قالت إن المؤسسة الإسرائيلية قد تشير إلى الأسلوب الذي تتبعه «حماس»، المتمثل في تخزين قذائفها وسط التجمعات السكانية التي قد تتعرض بعد ذلك لهجوم، ولكنها تضيف أيضاً أن ثمة رأياً مضاداً يرى أنه في قطاع غزة الضيق والمكتظ بالسكان ليس لدى حركة «حماس» خيار عملي آخر غير الاختلاط مع السكان. ومن جهة ثانية، ترى الصحيفة أن رد فعل الأمم المتحدة على المأساة المتواصلة أطوارها في غزة كان إيجابياً عموماً، حيث سلطت المفوضة السامية لحقوق الإنسان «نافي بيلاي» الضوء على «التقارير المقلقة جداً» حول الإصابات المدنية التي تشمل الأطفال، حيث اعتبرت أن «تلك التقارير تثير شكوكاً حقيقية بشأن ما إن كانت الضربات الإسرائيلية لا تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني». وفي تباين تام مع هذا الموقف، أشارت الصحيفة إلى أن موقف الهند من أزمة غزة كان الصمت، انسجاماً مع المقاربة الغامضة التي تبنتها الهند في السنوات الأخيرة والمتمثلة في الوقوف السلبي على مسافة واحدة من الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبرةً أن تجنب نيودلهي بشكل مقصود اتخاذ موقف أخلاقي واضح من الموضوع الفلسطيني لا يبشر بالخير بالنسبة لبلد لديه تطلعات عالمية، مثلما تشهد على ذلك مطالبة الهند المتكررة بعضوية دائمة لمجلس الأمن الدولي. هذا علماً بأن البراجماتية تقتضي أيضاً أن تتدخل الهند وتدلي بدلوها في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني الذي لم يحل، والذي يعتبر السبب الأصلي لانعدام الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهي منطقة بالغة الأهمية بالنسبة لاقتصاد الهند وأمنها الطاقي. «جنوب السودان.. تدمير الذات» تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «جابان تايمز» اليابانية افتتاحية خصصتها للتعليق على الذكرى الثالثة لاستقلال جنوب السودان، حيث مرت ثلاث سنوات منذ أن أصبح دولة مستقلة عقب الحرب الأهلية التي استمرت في السودان منذ 1983. وبهذه المناسبة، أحيت حكومة الرئيس سيلفاكير هذه الذكرى باحتفال الأسبوع الماضي في العاصمة جوبا. غير أن أحدث بلد في القارة الأفريقية يعيش حرباً داخلية منذ ديسمبر الماضي، عندما اندلع قتال بين القوات الحكومية والمعارضة التي تدعم نائب الرئيس السابق رياك مشار. وفي هذا الصدد، شددت الصحيفة على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والصين -اللذين يعتبران المستوردين الرئيسيين للنفط من جنوب السودان- بمساعدة البلاد على تحقيق مصالحة وطنية لمنعها من السقوط في مستنقع حرب أهلية شاملة. الصحيفة قالت إن التقديرات تشير إلى أن الآلاف قُتلوا منذ اندلاع القتال في ديسمبر الماضي، مضيفة أن النزاع ما فتئ يتعمق بين «الدينكا»، وهم أكبر مجموعة عرقية في البلاد ينحدر منها كثير من المنتسبين إلى القوات الحكومية، و«النوير»، الذين ينتمي الكثير منهم أيضاً إلى قوات المعارضة. ووفق أرقام الأمم المتحدة، فإن نحو 1,1 مليون نسمة أصبحوا من النازحين، أي ما يعادل نحو 10 في المئة من سكان البلاد، في حين يوجد حوالي 97 ألفاً آخرين تحت الحماية داخل قواعد تابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. وتقول الصحيفة إنه عندما نالت جنوب السودان استقلالها، كانت ثمة آمال في أن تلعب تلك الدولة الفتية، التي تمتلك احتياطيات مهمة من النفط، دوراً رئيسياً في جلب الاستقرار إلى المنطقة، غير أن ما حدث في البلاد منذ ذلك الوقت شكّل خيانة لتلك التوقعات. فقد بدأ الصراع العرقي الحالي عندما كان إنتاج البلاد للنفط قد أخذ يتعافى، بعد انخفاضه إلى 30 ألف برميل فقط في اليوم. وتقول إن القتال حالياً يدور بالأساس في محافظة الوحدة في الجزء الشمالي من البلاد حيث تتركز آبار النفط. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتحذير من أن جنوب السودان الذي توقفت فيه الحكومة عن الاشتغال كما ينبغي بسبب الحرب الأهلية يمكن أن يتحول إلى أرض خصبة للإرهاب، الذي يمكن أن يصدّر أيضاً إلى دول أخرى في المنطقة. ومن أجل المساعدة على احتواء انتشار الإرهاب في أفريقيا، تشدد الصحيفة على أن المجتمع الدولي مطالب بأن يبذل كل في ما في وسعه لتيسير المصالحة الوطنية وتحقيق السلام في جنوب السودان. نهائي مثير في البرازيل «لو جاز لنا أن نقيِّم كأس العالم بواسطة علامات، لمنحت نهائيات 2014 درجة الامتياز». بهذا استهلت صحيفة «ذي آيريش تايمز» الإيرلندية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء الماضي، وفيها اعتبرت أن العالم قد شاهد خلال الشهر الماضي واحدة من أكثر بطولاته الرياضية إثارة وتشويقاً في تاريخه الغني. وعليه، تقول الصحيفة، فقد كان من المناسب أن تحسم المباراة النهائية التي أجريت يوم الأحد الماضي بهدف رائع لفريق ألماني جسّد كل الصفات الجيدة لكرة القدم على أعلى مستوياتها. وحسب الصحيفة، فإن مزيجاً من البراعة الفنية، والمهارات الفردية، وروح الفريق، هو ما منح مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف ذلك الامتياز الطفيف، الذي يكاد لا يكون محسوساً، على الأرجنتين. وقد كان ذلك كافياً للفوز بكأس العالم للمرة الرابعة لتصبح بذلك ألمانيا هي أول فريق أوروبي يفوز بهذه الكأس في أميركا اللاتينية. وتقول إن النموذج الألماني للنجاح سيجعل اتحادات كرة القدم والمدربين في كل مكان يسعون للاقتداء به. غير أن أول شيء سيجدونه هو أن ذلك النموذج الناجح كان له أصل في الفشل، تقول الصحيفة. إذ بعد الإقصاء من البطولات الأوروبية في مرحلة المجموعات في 2004، انكب الاتحاد الألماني لكرة القدم على إجراء إصلاح شامل لأنظمة التدريب إضافة إلى وضع خطة طويلة المدى لبناء منتخب وطني تشكل نواته الصلبة مجموعةٌ من اللاعبين الذين يمكن أن يتطوروا معاً منذ سن صغيرة. وتقول الصحيفة إن ذلك الالتزام بالتغيير والتأقلم، مدعوماً باستثمار سنوي قدره 60 مليون «يورو»، هو الذي أنتج فريقاً فاز ببطولة أوروبا لأقل من 21 سنة قبل خمسة أعوام، مضيفة أن ستة من فريق 2009 ذاك برزوا أيضاً خلال النصر الذي حققه المنتخب الألماني في ريو دي جانيرو يوم الأحد الماضي، وهو ما يمثل تأكيداً لأهمية ذلك الاستثمار في الشباب والتخطيط بنفَسٍ طويل. ------------- إعداد: محمد وقيف