كما قال الدكتور أسعد عبدالرحمن في مقاله «القدس: عروس العروبة»، فقد جاءت أحداث الأيام القليلة الماضية لتسلط الضوء على نهج الاحتلال متجسداً في سياسات وإجراءات عنصرية ضد فلسطينيي القدس، والهادفة لتقليص عددهم وتهجيرهم خارج ديارهم، عبر تكثيف «الاستيطان» وفرض ظروف معيشية قاسية، وممارسة قمع ممنهج.. حتى باتت القدس أكثر «ابتعاداً» عن محيطها الفلسطيني بسبب إجراءات الحصار والعزل والإغلاق، لاسيما بعد بناء جدار الفصل العنصري. وبذلك يتضح أن خطط إسرائيل التهويدية للقدس بعيدة المدى، وترمي إلى إعادة تشكيل كل مكونات الأماكن الدينية والتاريخية في المدينة لتتفق مع الرواية الإسرائيلية التوراتية. وفي الصميم من هذه السياسات تأتي مسألتا التعويد والتسييس. والتعويد هو أن تصبح الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والحفريات أسفله أمراً لا يحرك للعربي جفناً. أما التسييس فهو تحويل سيطرة الأمر الواقع إلى سيادة سياسية إسرائيلية على المدينة المقدسة. حمدان عمر -الأردن