تساءل حازم صاغية في عنوان مقاله الأخير: «ما المطلوب من أكراد العراق؟»، مدافعاً عن رغبتهم في الانفصال وتقرير المصير كما أعلن عنه مسعود البارزاني مؤخراً. ومما قاله صاغية في هذا المقال إن الأكراد لم يلقوا من الحكام العرب للعراق ما يحببهم بهم وبالبقاء معهم تحت سقف وطني واحد، وأنه بعد الإطاحة بصدام حسين وانتقال دفة الحكم إلى أيدي شيعية، ظلت رغبة المركز البغدادي في إخضاع الأكراد على حالها، وهذا ما يوضحه التحايل على مبدأ الفيدرالية المتفق عليه، فضلا عن عرقلة تصدير النفط الكردي. والحقيقة أن استبداد القادة العراقيين لم تقتصر على الأكراد دون غيرهم من مكونات الشعب العراقي، لكنهم كانوا الوحيدين الذين رفعوا السلاح في وجه الدولة وجاهروا بنزوعهم الانفصالي. وقد اتضح بعد سقوط صدام حسين أن استبداد الأنظمة السابقة لم يكن السبب وراء ذلك النزوع، بدليل أن إعطاء الأكراد رئاسة العراق وبعض الوزارات السيادية وغيرها من المناصب المهمة، لم يخفف من إصرارهم على الفيدرالية، والتي لم تكن سوى وسيلة للتغطية على تحويل الانفصال إلى أمر واقع. هاني حسن - العراق