سأقترح فيما يلي إجابة على سؤال: «أميركا تخطط.. أم تتخبّط؟!» الذي عنون به الدكتور عبدالله العوضي مقاله المنشور هنا يوم الجمعة الماضي، وتتلخص إجابتي في أن أميركا بدأت تتصرف الآن على المسرح الدولي وهي تضع في حسابها إمكانية ظهور تعددية قطبية ستجعل أطرافاً دولية أخرى قادرة على التأثير في تسيير شؤون العالم إلى جانب القوة العظمى الأميركية. وبعبارة أخرى فإن أميركا لم تعد هي اللاعب الوحيد على المسرح الدولي، بل أصبحت الدول البازغة، وكثير من الدول النامية الأخرى القوية اقتصادياً، قادرة على التأثير بفعالية في مجريات السياسة الدولية. ولعل من مصلحة العالم فعلاً أن توجد أقطاب أخرى إلى جانب القطب الأميركي والغربي بصفة عامة، وذلك لأن فترة الأحادية القطبية التي مر بها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة جعلت أميركا تتصرف في المشهد الدولي بشكل أحادي، ودفعتها إلى شن الحروب، وفرض إملاءاتها على المنظمات الدولية. وبلغت سياساتها الأحادية الذروة خاصة في حرب العراق التي رفضت تشريعها من الأمم المتحدة، وكل هذا بسبب انفرادها بإدارة النظام الدولي. ولاشك أن الأحادية القطبية لا تتماشى مع ضرورة وجود نوع من الشراكة والتعددية في إدارة شؤون العالم. عز الدين يونس - أبوظبي