في كل مكان يظهر الجمهوريون استياءهم بشأن قواعد الانبعاثات الجديدة التي أصدرتها وكالة حماية البيئة، والتي تطالب مصانع الطاقة بتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 30 بالمائة مقارنة بمستوياتها عام 2005. ووصف زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل» هذه القواعد بأنها «خنجر في قلب الطبقة الوسطى الأميركية، وللديمقراطية التمثيلية نفسها»، بينما وعد السيناتور «روي بلانت» بـ«محاربة الرئيس أوباما في كل خطوة على هذا الطريق لوقف هذا الانتزاع غير المسبوق للطاقة». وإذا كان الجمهوريون يشعرون بالغضب جراء هذا الإعلان، فلا يلومون إلا أنفسهم. ففي الواقع، كانت الإدارة خلال الأشهر الأخيرة صريحة فيما يتعلق بأخطار التغير المناخي. وفي فبراير سخر وزير الخارجية، جون كيري، من منكري الاحتباس الحراري وشبههم بمن «يدفن رأسه في الرمال». وفي 2009، دعم أوباما تشريعاً يتعلق بالمناخ، وفي العام التالي قام أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين- ومنهم كيري- بالعمل مع الجمهوريين لصياغة مشروع قانون استند لرؤية الحزبين. ومع قليل من التعاون، كان بوسع الجمهوريين الفوز بنتيجة أفضل بالنسبة لأولوياتهم. فقد كان بإمكانهم استثناء الفحم من حزمة أكثر صرامة من اللوائح وإثراء دوائرهم بإعانات ومزايا جديدة وإضعاف الأولوية الأساسية للحزب الديمقراطي. غير أن هذه ليست المرة الأولى التي يدمر فيها الجمهوريون أنفسهم. فقصة برنامج «أوباماكير» برمتها تعد مثالًا آخر على عرقلة الجمهوريين التي تعد عبثاً وهزيمة للذات. ففي مواقف مختلفة عامي 2009 و2010، كان بإمكان الجمهوريين تحويل قانون الرعاية بثمن معقول. وخلال مفاوضات «عصابة الستة»، عمل السيناتور ماكس بوكوس للفوز بدعم زملائه الجمهوريين في اللجنة المالية، وكان بوسع الجمهوريين الفوز بتنازلات كبيرة مقابل أصواتهم. وقال السيناتور الجمهوري آنذاك جيم ويب: «من الضروري أن نستعيد احترام وثقة الشعب الأميركي في نظامنا الحكومي وفي قادتنا». ومع قليل من التعاون، كان بإمكان السيناتور الجمهوري «ماكونيل» كسر التحالف الديمقراطي من أجل التوصل لمشروع قانون من أجل الإصلاح الشامل وتفكيك الاقتراح القائم. وبدلا من ذلك، ضاعف الحزب من معارضته، فرفض الموازنة، وبذلك منح الديمقراطيين وقتاً لتجميع صفوفهم واستعادة جرأتهم. وعلاوة على ذلك، ومع الضرائب والإعانات الجديدة، والتوسع السخي في المساعدات الطبية المقدمة للفقراء، أصبح هذا الجناح أكبر وأكثر ليبرالية مما كان سيصير عليه في عالم يشكل فيه الجمهوريون القطب الذي يميل بصورة أكبر لليمين من النقاش والمفاوضات. والواقع أن عرقلة الجمهوريين منحت المزيد من النتائج الليبرالية، خاصة مع تنفيذ برنامج أوباماكير. فقد صُمم هذا البرنامج مع وضع القليل من اللامركزية في الاعتبار. فبدلا من تقديم تبادل واحد وطني للتأمين الصحي، ذهب المشرعون ب 50 تبادلا فرديا، يمكن للولايات إدارتها كما تشاء. ومن الممكن القول، بعد خمس سنوات من العرقلة بلا هوادة، أن الجمهوريين قد يساعدون على تمهيد الطريق للعالم عندما تكون الحكومة أكبر بكثير مما هي عليه الآن. وعندئذ علينا التوجه بالشكر للجمهوريين للمساعدة على جعل ذلك ممكناً. ------------ جاميل بوي محلل سياسي أميركي -------------- ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس» --------------