أشار الدكتور عبدالحق عزوزي في مقاله «دروس من الوحدة الأوروبية»، إلى ملمحين مهمين ضمن الدرس العام لتجربة الاتحاد الأوروبي، وهو درس مهم بالنسبة لنا كأمة عربية بها أشواقها الراسخة إلى أي شكل من الوحدة والاندماج القومي.. أول هذين الملمحين هو أن ميلاد الاتحاد الأوروبي كتكتل إقليمي ومنظمة قارية تضم 28 بلداً، هو قبل كل شيء تتويج لمشروع فكري تبلور في أذهان فلاسفة وحكماء وفقهاء قانون أوروبيين قبل أن يتحول إلى مشروع سياسي ساهمت في تثبيت لبناته النخب الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية في مختلف بلدان القارة وقطاعاتها. أما الملمح الثاني فهو تمكن الاتحاد الأوروبي من إنجاز بنية مؤسسية وتنظيمية، هي ما يفسر اجتماع قادة دوله الأسبوع الماضي على طاولة صغيرة مستديرة، من دون بهرجة أو تكلف، على مدى يومين لاختيار رئيس جديد للمفوضية الأوروبية وللتوقيع على مجموعة من القرارات المهمة، متجاوزين الفكرة القومية إلى ما هو أعلى منها وأكثر ملاءمة لتطور الأحوال والأزمان، وهو ما لم تستطع أيديولوجيا الفكرة العربية تحقيقه. عمر علي -المغرب