بين وعود شراكة الصين وأميركا.. وصعود أحزاب اليمين في أوروبا تقدُّم أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، واستيلاء الجيش على الحكم في تايلاند، وتشديد على أهمية التعاون الصيني- الأميركي كسبيل لتجاوز الخلافات... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية. «تنشيط المشروع الأوروبي» تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة «ذي آيريش تايمز» الإيرلندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء وقد خصصتها للتعليق على نتيجة الانتخابات البرلمانية الأوروبية التي أجريت مؤخراً وأسفرت عن تقدم لافت لأحزاب اليمين المتطرف في أكثر من بلد أوروبي. وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن المكاسب غير المسبوقة التي حققتها الأحزاب الصغيرة في ثامن انتخابات للبرلمان الأوروبي تطرح مرة أخرى تحدياً حقيقياً بالنسبة للفائز -الحزب الشعبي الأوروبي- مضيفة أن مشاعر التشكك الكبير بخصوص الغاية والأهداف من مشروع الاتحاد الأوروبي توحد هذه الأحزاب المتشككة في جدوى الاتحاد. وبالنظر إلى النتائج الأخيرة للانتخابات، ترى الصحيفة أن المشروع الأوروبي بات في حاجة إلى تجديد رؤيته القديمة -التي تعود إلى زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية- لقارة تنعم بالسلام وموحدة سياسياً ومندمجة اقتصادياً، وهي الرؤية التي تعرضت أكثر من مرة للضغط داخل كل دولة على حدة -وآخرها تلك التي وقعت بعد الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ثم الأزمة المصرفية والائتمانية داخل منطقة «اليورو». وأشارت الصحيفة إلى أن الأحزاب المتشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي تعمل على تأجيج المخاوف الشعبية من تدفق المهاجرين منذ توسيع الاتحاد الأوروبي في 2004 عندما ضم ثمانية بلدان أوروبا الشرقية السابقة. إلى ذلك، ترى الصحيفة أن الرفض الواضح والصريح في فرنسا وهولندا -وهما من الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي- للدستور الأوروبي في استفتاء شعبي عام 2005 مثّل ذروة التحول بالنسبة لمشاعر الخوف من الاتحاد ومعاداة المهاجرين التي استحالت إلى ورقة سياسية رابحة تستغلها أحزاب اليمين المتطرف. على أن فرنسا، التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد في الكتلة، تمثل النموذج الأوضح لتقدم اليمين المتطرف في أوروبا، ممثلاً في هذه الحالة بـ«الجبهة الوطنية» بزعامة مارين لوبن، حيث تمكن هذا الحزب من هزيمة الحزبين الرئيسين في الانتخابات، بعد أن حصل على 26 في المئة من الأصوات. أما الفائز الآخر البارز فهو حزب الاستقلال البريطاني المتشكك في الاتحاد الأوروبي والمناوئ للمهاجرين الذي هزم هو أيضاً حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض. وتقول الصحيفة إنه ما زال من غير الواضح ما إن كانت الأحزاب المعارضة للاتحاد الأوروبي تمتلك الأعداد اللازمة للعمل ككتلة سياسية منسجمة ومتماسكة داخل البرلمان -25 مقعداً على الأقل من سبع دول مختلفة. كما أنه من غير المعروف بعد ما إن كانت هذه الأحزاب ستستطيع تجاوز تناقضاتها الداخلية التي تعود إلى النزعات القومية واعتبارات طائفية وضيقة أخرى من هذا القبيل، علماً بأن المحاولات السابقة في الماضي غير البعيد باءت بالفشل. وفي هذه الأثناء، تقول الصحيفة إن الأحزاب التقليدية المعتدلة تعرف قيمة انتهاج سياسات تخلق الوظائف وتحفز النمو، كما تدرك أيضاً التداعيات السياسية السلبية للانحراف عن هذا الطريق. وهنا يكمن الحل أيضاً للقضاء على مشكلة العجز الديمقراطي لمؤسسات الاتحاد الأوروبي، كما تقول. ثم ختمت بالتأكيد على أن فرص واحتمالات اندماج إقليمي ستتعزز وتتقوى بشكل كبير جداً من خلال تنشيط هياكل الاتحاد وبث نفًسٍ جديد فيه. الانقلاب اختبار للتحالف صحيفة «ذي أستراليان» الأسترالية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين أن قرار واشنطن القاضي بتعليق المساعدات العسكرية الأميركية إلى تايلاند وإلغاء مناورات عسكرية مشتركة معها عقب الانقلاب في بانكوك أمر يمكن تفهمه، وكذلك الحال بالنسبة لرد بلدان مثل أستراليا التي نددت بالانقلاب، مشددة على ضرورة أن يفهم الجنرال برايوث تشان أوتشا، قائد الجيش، العواقب الوخيمة التي يمكن أن يتسبب فيها لبلاده عبر إسقاط الديمقراطية. غير أن الصحيفة أكدت في الوقت نفسه على ضرورة أن يتوخى المجتمع الدولي الحذر في رده على تدخل الجيش، ويحجم عن فعل ما من شأنه مفاقمة وضع يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن تايلاند حليف قديم وموثوق للغرب، وأن علاقة التحالف التي تربط واشنطن ببانكوك تعتبر هي الأقدم في آسيا. وحسب الصحيفة دائماً، فإن تايلاند، التي كانت بالغة الأهمية بالنسبة للمصالح الغربية خلال الحربين في فيتنام وكمبوديا، تربطها أيضاً علاقات ثنائية وثيقة مع أستراليا. فعندما تدخلت أستراليا في عهد رئيس الوزراء جون هاورد في تيمور الشرقية عام 1999، لعب الجنود التايلانديون دوراً مسانداً حيث قدموا دعماً مهماً للقوات الأسترالية هناك. وعلاوة على ذلك، فإن حجم التجارة بين البلدين يبلغ 20 مليار دولار، كما أن 750 ألف أسترالي يزورون تايلاند كل عام من أجل السياحة. الصحيفة أكدت أن إعادة تايلاند إلى سكّتها باعتبارها حليفاً مستقراً ومزدهراً أمر أساسي وضروري، مضيفة أن على الجنرال برايوث أن يدرك أن الطريقة الأفضل للسير إلى الأمام إنما تكمن في عودة مبكرة إلى الديمقراطية، وليس في التسبب لبلاده في العزلة، وربما العقوبات أيضاً. ولئن اعترفت بأن تعنت وتصلب الفرقاء السياسيين المتناحرين لن يزول بسهولة، فقد شددت على ضرورة ألا يُتخلى عن رعاية اتفاق سلام يجعل أولئك الفرقاء يعودون إلى رشدهم ويُنهون تنافسهم الكارثي. ولهذا الغرض، تقول الصحيفة، بوسعه أن يعتمد على دعم أستراليا لبلده. التعاون لتجاوز الخلاف صحيفة «تشاينا دايلي» أفردت افتتاحية عددها ليوم الخميس للتعليق على تشنج العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مؤخراً في ضوء اتهام واشنطن للصين بالتجسس الإلكتروني على شركات أميركية. وفي هذا الإطار، قالت إن العلاقات بين البلدين تقوم على الاعتماد المتبادل، ذلك أن الولايات المتحدة في حاجة لدعم الصين من أجل إرساء استقرار الوضع على شبه الجزيرة الكورية، ومعالجة معضلة تغير المناخ، والانضمام إلى جهود محاربة الإرهاب العالمي. وعلاوة على ذلك، فإن الصين تظل سوقاً واعدة بالنسبة للشركات الأميركية. وبالمقابل، تتابع الصحيفة، فإن الولايات المتحدة تعتبر أكثر من مجرد شريك تجاري مهم بالنسبة للصين، ذلك أنها أيضاً محارب شرس للإرهاب، مضيفة أن الدور الأميركي في جهود محاربة الإرهاب أضحى مهماً بالنسبة للصين بشكل خاص بالنظر إلى «الهجمات الإرهابية القاتلة» التي وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية. وفي هذا الصدد، ترى الصحيفة أنه ينبغي بناء مزيد من الثقة فيما يتعلق بتبادل المعلومات والأمن الإلكتروني من أجل محاربة العدو المشترك للبلدين، بدلاً من بذر بذور الارتياب وانعدام الثقة، مضيفة أنه إذا استطاع الجانبان إيجاد مزيد من الأرضية المشتركة والتوصل لمزيد من التوافق بشأن عدد من المواضيع، فإن العلاقات الصينية- الأميركية يمكن أن تصبح نموذجاً لتعايش سلمي بين قوة عظمى وبلد صاعد بشكل سلمي، كما تقول. غير أنه على رغم أن الصين أبدت رغبتها في التصرف على نحو بناء، تقول الصحيفة، إلا أن الولايات المتحدة متشككة بشأن نوايا الصين وتوجه اتهامات باطلة لها في عدد من المجالات، في إشارة إلى الاتهامات التي وجهتها واشنطن لخمسة ضباط في الجيش الصيني بالسرقة الإلكترونية، «على رغم التجسس الإلكتروني الذي تمارسه من أجل أهداف تجارية». وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إنه على واشنطن أن تكف عن اتخاذ مزيد من الخطوات الخاطئة ضد الصين وتسعى بدلاً من ذلك إلى بناء ثقة أكبر في مزيد من المجالات. إعداد: محمد وقيف