كانت الإمارات ولا تزال تحرص على مصر واستقرارها، فهذه وصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، الذي رأى في مصر امتداداً للعروبة وسنداً لها، حين قال «نهضة مصر نهضة للعرب جميعاً وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما بجنب مصر». فالتاريخ يذكر بكل فخر واعتزاز المواقف الشجاعة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات «طيب الله ثراه»، التي أعلنها صريحة في حرب أكتوبر 1973 عندما خرج على العالم وقال بأن البترول العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي، وسخَّر كل إمكانياته وثرواته تحت تصرف الجيوش العربية في تلك الحرب ليتحقق النصر ويفرح زايد كما لو كان هو من خاض الحرب. كيف لا، والإمارات هي ابنة الأمة العربية وهي ثمرة من ثمرات أمة تدعو إلى الاتحاد والتعاون وتحارب التفرق والتشتت. ولذلك يذكر التاريخ أن الإمارات بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت أول دولة عربية تعيد علاقاتها مع جمهورية مصر العربية بعد المقاطعة العربية عقب اتفاقية كامب ديفيد. «حكيم العرب» وقف مسانداً قوياً لأبناء «أم الدنيا»، وانتقلت هذه المحبة إلى أبنائه حتى أصبحت مصر في قلب كل إماراتي. والآن بعد أن خرجت مصر من النفق المظلم ونبذت الجماعات الظلامية التي تسلقت السلطة، عادت بقوة إلى الحضن العربي، وسرعان ما قامت الإمارات بأداء الواجب تجاه الشعب المصري كي يعبر إلى بر الأمان. ويعيد التاريخ نفسه بنفس الصورة المشرفة على يد أبناء الشيخ زايد متمثلة في قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي أكدها وترجمها على أرض الواقع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تلك القامة الإنسانية العالية التي قدمت مواقف عروبية أصيلة عبرت عن نفسها في دعم دول المنطقة ومصر خصوصاً في مواجهة التحديات. ولم يكن موقف دولة الإمارات مقصوراً على الدعم الاقتصادي لمصر، بل شمل أيضاً الدعم السياسي، حيث وظفت الدبلوماسية الإماراتية كل رصيدها السياسي القوي على الصعيدين الإقليمي والدولي في الاعتراف بثورة الشعب المصري وتثبيت أركان وقدرات الشعب على نبذ الإرهاب التي تقوده «جماعة الإخوان» ضد الشعب. فمن حق كل مصري أن يفخر بأن له وطناً ثانٍياً اسمه دولة الإمارات، وأن له إخوة آثروا على أنفسهم بأن (يقتسموا لقمة الخبز معهم) كما قالها الشيخ محمد بن زايد، وسيأتي الوقت الذي تدرك فيه الجماهير المصرية الكثير عن تفاصيل الدور الإماراتي غير المعلن في دعم مصر ومساندتها للعبور إلى بر الأمان. لذا فإن صفحات التاريخ لا تغلق وستظل باقية وراسخة، ومواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه لا تعد ولا تحصى للشعب العربي عامة وللمصريين خاصة ولا تنسى، وستظل راسخة وثابتة في تاريخ كل مصري وعربي يعتز بتاريخه التليد، فزايد فخر للتاريخ وهو في قلب كل مصري وعربي.