في إطار توجه دولة الإمارات العربية المتحدة نحو توسيع الخدمات الحكومية الإلكترونية، كشفت الحكومة عن تفاصيل جائزة «الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الإنسان» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- في القمة الحكومية الثانية في شهر فبراير الماضي، وتقدّر قيمتها في نسختيها المحلية والعالمية بنحو 5 ملايين درهم. وكانت الإمارات قد شكلت سبقاً عالمياً في إطلاق هذه المبادرة التي أشادت بها، فور الإعلان عنها، وسائل الإعلام المحلية والعالمية وحظيت باهتمام واسع باعتبار الإمارات بإطلاقها هذه المبادرة أول دولة عالمياً توفر خدماتها الحكومية عبر طائرات من دون طيار. وتمثل هذه الجائزة تجسيداً لرؤية قادة الإمارات نحو الارتقاء بالإنسان، من خلال: أولا، خدمة الإنسانية عبر تسخير أحدث التكنولوجيا لتسهيل حياة الإنسان إذ كثيراً ما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ضرورة تسخير التكنولوجيا لإسعاد وراحة كل من يقيم على أراضي الدولة وتغيير حياة الإنسان نحو الأفضل، بتوفير الخدمات الحكومية والمعيشية من دون هدر للوقت والجهد. ثانياً، تأكيد التزام الدولة ببناء حكومة إلكترونية ذات مستوى عالمي تعمل على تقديم الخدمات الحكومية عبر حلول تكنولوجية بما يتسق مع رؤية الإمارات 2021 لتحقيق التنمية المستدامة، والارتقاء بقدرة الدولة التنافسية والحفاظ عليها عبر تبني الممارسات العالمية في توفير الخدمات الحكومية. ثالثاً، يعدّ إطلاق مستويين للجائزة؛ المستوى الوطني داخل الإمارات، سواء للأفراد والجامعات والمتخصصين، وتبلغ قيمة الجائزة مليون درهم، ويكرم المستوى العالمي للجائزة، والتي تقدّر قيمتها بمليون دولار أميركي، الأعمال التي توفر الخدمات عبر الطائرات من دون طيار، سواء كانت خدمات حكومية أو إنسانية، دعماً من الدولة للبحث العلمي والابتكارات العلمية، وكشفاً عن الموهوبين ورعايتهم لإبراز مواهبهم وقدراتهم، سواء أكانوا إماراتيين تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة في تأهيل كوارد بشرية مواطنة متخصصة في مجال البحث العلمي والارتقاء بهذه الكوادر، أو أجانب دعماً للطاقات الإبداعية بصرف النظر عن جنسية المبدع في سبيل الارتقاء بالإنسان. وليتزامن هذا الإعلان مع ما شهدته الإمارات مؤخراً من فعاليات نشطة في دعم الطاقات الشابة بالدولة، فقد أطلقت في شهر مايو الجاري جائزة «زايد الدولية للبيئة الداعمة لبحوث وعلوم الشباب الصغار»، كما يشارك 16 إماراتياً من طلاب المرحلة الثانوية ضمن أنشطة مشروع «بالعلوم نفكر» التابع لمؤسسة الإمارات للتنمية، بابتكاراتهم العلمية في معرض إنتل الدولي للعلوم والهندسة في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، المقامة في الفترة من 11 إلى 16 مايو الجاري. كما تعد جائزة «الإمارات للطائرات من دون طيار لخدمة الإنسان» بمنزلة دفع للمؤسسات التعليمية الإماراتية لتطوير البحث العلمي، خاصة مع الإنجازات التي حققتها هذه المؤسسات، إذ تحتل جامعة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، المركز الأول خليجياً، والثاني عربياً، والتاسع في العالم الإسلامي والـ370 عالمياً في البحث العلمي، كما نجحت الجامعة في الحصول على 43 براءة اختراع منذ عام 2007، فيما قدمت 104 طلبات تسجيل براءات اختراع. والجدير بالذكر أن الإمارات حرصت على ضمان توفير هذه الخدمات بما لا يتناقض مع أصول السلامة وخصوصية المجتمع، من خلال الاستعانة بالخبرات الدولية لتعديل اللوائح بما يتوافق مع قوانين السلامة، كما أكد المسؤولون أنه روعي في التشريعات التي ستوضع بالتعاون مع الجهات المختصة كالطيران المدني، وهيئة تنظيم الاتصالات، حماية خصوصية الناس في أثناء سير الطائرات فوق منازلهم. ------------------------------ عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية