استعرض هنا الدكتور صالح عبدالرحمن المانع في مقاله: «هل يبعث نوري السعيد من جديد؟» جوانب من المأزق السياسي الراهن الذي يعرفه العراق، وخاصة مع استمرار حالة عدم الاستقرار والاستقطاب المذهبي، وعدم إبداء القوى والكتل السياسية القدر المطلوب من الابتعاد عن هذا الاستقطاب، حيث نرى بعضها منخرطاً في تحالفات سياسية ودعايات حزبية لا تخدم الوحدة الداخلية للشعب العراقي، وتراهن على تحالفات مع قوى إقليمية ومذهبية أخرى لا يهمها في النهاية سوى مصالحها الخاصة. والحقيقة أن على القوى السياسية العراقية أن تستخلص بعض دروس التاريخ القريب، والبعيد أيضاً، حيث أثبتت التجارب المريرة أن الشعب العراقي لا يمكن لأي حزب أو مذهب أو جماعة أن يفرض عليه إرادته، ولا يمكن أن تسير أموره إلا بالتفاهم والتوافق وعدم استبعاد أي مكوّن من مكونات هذا الشعب. وأخطر من هذا كله أن حاضر العراق ومستقبله هما المطروحان على المحك والمهددان الآن، ولذا فلابد من تغليب مصالح البلاد على أجندات الجماعات المذهبية ذات الأفق الضيق التي تمسك الآن بكثير من مفاصل الدولة العراقية. سليمان عبد العظيم - عمان