جاء حصول سعادة الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، على «جائزة البحر الأبيض المتوسط ??للدبلوماسية والفكر 2014»، التي قلدته إياها «المؤسسة المتوسطية» أمس الأول الأحد، في احتفال بمقر المركز بالعاصمة أبوظبي، ليؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك من القامات الفكرية الرفيعة القادرة على الإسهام في مسيرة الفكر والثقافة العالمية. فهذه الجائزة، وإنْ كانت تمثل تكريماً لجهود سعادة الدكتور جمال سند السويدي، وإسهاماته الفكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة ما يتعلق بدوره الرائد في تعزيز مفهوم «دبلوماسية الثقافة» القائمة على صناعة الفكر والمعرفة التي أصبحت إحدى وسائل القوة الناعمة التي تحظى باهتمام غير مسبوق منذ سنوات، لعلاقتها الوثيقة برسم الصور النمطية للدول وتسويقها، ودعم سياستها الخارجية في آن معاً، فإن هذه الجائزة تمثل محطة جديدة ومهمة أيضاً في مسيرة عطاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وإسهامها في الفكر الإنساني العالمي، ونشر ثقافة السلام والتعايش العالمي، وهذا ما عبّر عنه بوضوح سعادة الدكتور جمال سند السويدي بقوله: «إن هذه الجائزة تمثل تقديراً لدولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدورها البناء في المساهمة الفاعلة مع المجتمع الدولي، ودعمها لثقافة السلام والتعايش العالمي، وحرصها على تعزيز جهود الأمن والاستقرار والتنمية في مناطق العالم المختلفة». إن حصول سعادة الدكتور جمال سند السويدي على «جائزة البحر الأبيض المتوسط للدبلوماسية والفكر 2014»، يحمل رمزية كبيرة ومهمة، فشعار الجائزة الذي صممه النحات الإيطالي العالمي ماريو موليناري، الذي يحمل اسم «رمز السلام»، يضفي على الجائزة قيمة إنسانية وحضارية كبيرة، فهي لا تُمنح إلا للشخصيات صاحبة الإسهام البارز في نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب، وهو المعيار ذاته الذي تم الاستناد إليه في اختيار سعادة الدكتور جمال سند السويدي لهذه الجائزة، وقد عبّرت كلمات ميشيل كاباسو، رئيس «المؤسسة المتوسطية» ضمن فعاليات تسليم الجائزة عن هذه القناعة، حينما وصف السويدي، بأنه «يعدّ واحداً من رواد الفكر في المنطقة والعالم، الذين يمثلون مصدراً للإلهام الثقافي والاستراتيجي، وهذا ما يحتاج إليه العالم في وقتنا الراهن، لأن صنع السلام يحتاج إلى مثل هذه القامات الفكرية والثقافية في إرساء أسس التعايش والسلام العالمي». إن منح جائزة دولية تحمل هذه القيم النبيلة لشخصية إماراتية، بمقام سعادة الدكتور جمال سند السويدي، وتزامن ذلك مع حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية الرسمية، وفقاً للتصنيف الصادر مؤخراً عن «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية»، يجسد بوضوح الدور المهم الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في إثراء الفكر العالمي والإنساني، والحدثان يعدان تكريماً عالمياً لهذا الدور، وللنهج السليم الذي تتبعه الدولة، سواء بدبلوماسيتها الرسمية، أو بدبلوماسيتها الموازية، والذي يجعل من تحقيق السلام العالمي أولوية أساسية، من منطلق الإيمان بأن تحقيق السلام هو المفتاح الأساسي للتنمية الشاملة، والسبيل الوحيد لتحقيق مصلحة الشعوب من ناحية، وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات الكونية المشتركة من ناحية أخرى. ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.