في إطار الدفاع عن فرص الفوز في انتخابات التجديد النصفي المقرر إجراؤها خريف هذا العام، أمضى نواب الكونجرس من الحزب الديمقراطي شهر أبريل في الهجوم على اقتراح الموازنة الذي قدمه النواب الجمهوريون والتنديد بمؤسسة «الإخوة كوخ» والدفاع عن سلسلة من مشاريع القوانين التي تهدف إلى جعلهم يكتسبون حظوة الناخبين من الطبقة المتوسطة والكادحة. وعبر تعزيز تشريعات من شأنها توسيع نطاق إعانة البطالة وزيادة الحد الأدنى للأجور ومساواة المرأة، أعلن الديمقراطيون أنهم الحزب الذي سيضمن «تحقيق العدالة» للجميع، وأن الجمهوريين يسعون لتحقيق مصالح خاصة. لكن بعد أسبوعين من الخطب الحماسية للديمقراطيين، فإن استراتيجية التجديد النصفي الخاصة بهم تواجه أول اختبار حقيقي لها: وبينما يبدأ أعضاء الكونجرس عطلة أسبوعين، ينبغي أن يبعثوا برسائلهم إلى الناخبين. «هذه الانتخابات في لويزيانا، بالنسبة لي، لن تحقق فوزاً في واشنطن»، كما تقول السيناتور «ماري لاندريو» من الحزب الديمقراطي. وتتابع: «سأجري انتخاباتي في لويزيانا.. فواشنطن تركز بصورة أكثر على لعبة بيلتواي، بينما يركز شعبنا على الوظائف والفرص الاقتصادية». ولا يكاد يمر يوم دون أن يعتلي السيناتور «هاري ريد» منصة مجلس الشيوخ لتوجيه الانتقادات القاسية ضد «الإخوة كوخ» -أصحاب المليارات الذين مولوا الإعلانات المناهضة للديمقراطيين، بينما يبحث كبار النواب الديمقراطيين، مثل «نانسي بيلوسي» و«كريس فان هولين»، في الموازنة المقترحة التي أقرها مجلس النواب الخاضع للجمهوريون، الأسبوع الماضي. وتنتهز السيناتورة الديمقراطية «باربارا ميكولسكي» كل فرصة للإعلان عن أن الوقت حان لتحقيق المساواة في الأجور بالنسبة للمرأة. كما يقول السيناتور الديمقراطي ديك ديربن: «توجد تناقضات صارخة هنا، ونحن نعلم أننا عندما نقدم أصواتنا، نكون في موقف قوي جداً. لقد أخفقنا في انتخابات 2010 ودفعنا الثمن. ولن نكرر هذه الغلطة مرة أخرى». وبالمقابل، يضغط الجمهوريون على أعضاء الحزب الديمقراطي بشأن التقديم غير المتقن لقانون أوباماكير للرعاية الصحية، قائلين إن أجندة التشريع المؤلفة من 11 محوراً، والتي قدمها «ريد» مع أعضاء ديمقراطيين بارزين، لا تهدف سوى لتعبئة الناخبين. «لقد اعترفوا بالفعل أن أجندتهم بالنسبة لبقية العام تمت صياغتها من قبل العاملين في الحملة. إنه اعتراف مذهل»، بحسب زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ «ميتش ماكنويل»، الذي زعم أن أعضاء الحزب الديمقراطي بالكونجرس «يركزون تفكيرهم على أمر واحد فقط» هو انتخابات التجديد النصفي. وكما يقول الجمهوريون فإن انتخابات التجديد النصفي، ستكون بمثابة استفتاء على قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة. ورغم تذمر الجمهوريين، يقول الأعضاء الديمقراطيون إن جهودهم قد نجحت. ووفقاً للسيناتور الديمقراطي «تشارلز شومر»، فإننا «في نقطة تحول.. لقد كانت هذه الأسابيع القليلة الماضية نوعاً من تغيير قواعد اللعبة». غير أن هذه الاستراتيجية لها خصومها من الديمقراطيين. ففي الأسبوع الماضي، قال السيناتور الديمقراطي «جو مانشين» إن هجوم «ريد» على «الأخوة كوخ» ربما يكون قد تجاوز الحدود. ويشير نقاد آخرون إلى أن الديمقراطيين قاموا بهجوم مماثل على اقتراح الموازنة الذي قدمه الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي لعام 2010، والتي سحق خلالها حزب الشاي الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد مانحاً الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب. ويسلي لوري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"